ذكر مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الرئيس عرض في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 17 مارس/آذار 2022، استضافته هو ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي لإجراء محادثات.
العرض التركي يأتي في ظل تقارير تتحدث عن بحث الطرفين عن حل وسط للأزمة التي بدأت بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط الماضي، لكن كل طرف يتشبث بالشروط التي وضعها، فيما يرحبان بجهود الوساطة التي تقوم بها بعض الدول، من بينها تركيا.
دعوة أردوغان للرئيس الروسي
ذكر بيان لدائرة الاتصال بالرئاسة التركية، أن أردوغان وبوتين أجريا مباحثات هاتفية تناولت مستجدات الحرب الروسية الأوكرانية والوضع الإنساني على الأرض. وأشار أردوغان إلى أن تركيا تحافظ على نهجها الصادق منذ البداية، لضمان تحقيق سلام بين روسيا وأوكرانيا.
كما أكد أردوغان أن إعلان وقف دائم لإطلاق النار سيمهد الطريق أمام حل طويل الأمد في أوكرانيا. وأعرب عن رغبة بلاده في تحقيق نتائج إيجابية من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا.
فيما قال أردوغان إن حل بعض القضايا قد يتطلب لقاء على مستوى القادة، مجدِّداً عرضه لاستضافة قمة بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إسطنبول أو أنقرة.
بينما لفت إلى أن الحرب لن تفيد أي طرف، وأنه يجب إعطاء فرصة للدبلوماسية، مشدداً على ضرورة مراعاة الوضع الإنساني في أوكرانيا؛ وتفعيل الممرات الإنسانية بشكل نشط في كلا الاتجاهين.
توقعات باجتماع قريب
من جهته، أعرب ميخائيل بودولياك، مستشار الرئاسة الأوكرانية، الخميس، عن اعتقاده بإمكانية عقد اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في الأسابيع المقبلة.
أوضح بودولياك أنه "قد يتم عقد اجتماع بين بوتين وزيلينسكي بعد الانتهاء من العمل على الاتفاقية بين البلدين، ربما يكون ذلك في غضون الأسابيع المقبلة".
كما أضاف أن "تنسيق معاهدة سلام بين روسيا وأوكرانيا قد يستغرق مدة تتراوح بين عدة أيام وأسبوع ونصف".
شروط موسكو للقاء بوتين وزيلينسكي
في المقابل قالت موسكو، الأربعاء 16 مارس/آذار، إنه لا يوجد ما يمنع لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنها اشترطت أنه لن يُعقد هذا الاجتماع إلا لإبرام اتفاق محدد.
جاء ذلك بحسب ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحفيين، وقال إنه "لا عقبات تحول دون عقد مثل هذا الاجتماع، مع العلم أنه لن يكون مجرد اجتماع في حد ذاته، بل سيتعين إبرام اتفاقيات ملموسة في هذا الاجتماع، والتي يتم حالياً وضعها من قبل الوفدين"، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
في السياق ذاته، تحدّث لافروف عن "توافق قريب" على بعض صيغ الاتفاقات مع أوكرانيا، وقال في مقابلة مع قناة "آر بي سي"، "تتم مناقشة الوضع المحايد لأوكرانيا بجدية، ونقترب من التوافق على بعض صيغ الاتفاقات".
كما اعتبر لافروف أن مشكلة روسيا مع أوكرانيا "ليست فقط مسألة حياد كييف، بل أيضاً استخدام اللغة الروسية في أوكرانيا، وحرية التعبير"، وأوضح أن الأمر بمثابة "معركة من أجل مستقبل النظام العالمي".
أضاف لافروف: "لا يتعلق هذا الأمر بأوكرانيا إطلاقاً، أو بالأحرى يخص النظام القانوني في العالم أكثر من أوكرانيا. أحكمت الولايات المتحدة هيمنتها على أوروبا بأكملها، ونمر الآن بمنعطف مفصلي في التاريخ المعاصر، يعكس المعركة من أجل مستقبل النظام العالمي".
ترحيب أوكرانيا بالوساطة التركية
فيما أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أن بلاده ترحب بجهود الوساطة التي تقوم بها تركيا لحل الأزمة القائمة بين كييف وموسكو. وفق ما صرح به مؤتمر صحفي عقده الخميس، مع نظيره التركي، في مدينة لفيف غربي أوكرانيا.
كما أوضح كوليبا أن تشاووش أوغلو أطلعه خلال الاجتماع الذي سبق المؤتمر على معلومات عن فحوى محادثاته مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
فيما أشاد كوليبا بالجهود التي قام بها تشاووش أوغلو، مبيناً أن الأخير استطاع أن يفعل ما لم يتمكن غيره من فعله، وهو جمع وزيري خارجية أوكرانيا وروسيا على طاولة واحدة، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي.
أضاف أن كييف جاهزة للقيام بما يلزم في المحافل الدولية لوقف الهجمات الروسية ضد بلاده، وانسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.
قال: "اتفقنا مع تشاووش أوغلو على أن نكثف جهودنا بعد الآن لعقد لقاء بين الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين، وندرك تماماً أنه يجب التباحث مع بوتين حول كافة المسائل الحساسة المتعلقة بوقف الحرب".
أردف قائلاً: "ناقشنا أيضاً علاقاتنا الثنائية، وشكرت السيد تشاووش أوغلو على القرارات الأمنية التي اتخذتها أنقرة منذ بداية الهجوم الروسي، تصميمكم وشجاعتكم وزيارتكم إلى بلادنا تثبت أن تركيا لاعب فعال".
كما أشار إلى أن كييف ستواصل العمل مع أنقرة من أجل إنهاء الحرب، مبيناً أن أوكرانيا وتركيا ليستا بحاجة إلى هذه الحرب التي تشنها روسيا ضد بلاده.