قالت جين بساكي، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، إن الهند لن تنتهك العقوبات الأمريكية على روسيا بشرائها النفط الروسي بسعر مخفض، لكنها حذرت من أن هذه الخطوة ستضع "أكبر ديمقراطية في العالم" في الجانب الخطأ من التاريخ، وفق ما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية، الأربعاء 16 مارس/آذار 2022.
كانت وكالة رويترز أوردت، الإثنين 14 مارس/آذار، أن "شركة النفط الهندية" Indian Oil Corp، أكبر شركة تكرير نفط في الهند، اشترت 3 ملايين برميل من النفط الخام الروسي، وهي أول صفقة من نوعها منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط.
كما قال مسؤولون هنود لوكالة رويترز إن دلهي قد تقبل عرضاً روسياً آخر لشراء النفط وسلع غيره بسعر مخفض.
الالتزام بالعقوبات على روسيا
في معرض الرد على سؤال حول تقارير الصفقة الهندية الروسية في المؤتمر الصحفي اليومي بالبيت الأبيض، الثلاثاء 15 مارس/آذار، قالت بساكي إن رسالة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن هي دعوة الدول إلى التزام العقوبات الأمريكية على روسيا.
فيما أوضحت بساكي: "لا أعتقد أن [صفقة شراء الهند للنفط الروسي] ستكون انتهاكاً بشأن العقوبات الأمريكية على روسيا، لكن على الدول أن تفكر في الجانب الذي تريد أن تقف فيه. فعندما تُدوِّن كتب التاريخ هذه اللحظات في وقت ما، فإن دعم روسيا -القيادة الروسية- سيُكتب أنه دعم لغزو من الواضح أن له تداعيات مدمرة".
قالت بساكي أيضاً إن العقوبات الأمريكية على روسيا أوقعت بالفعل "عواقب غير مسبوقة" على موسكو، فقد نقضت في أقل من شهر ثلاثة عقود من التقدم المحرز في العلاقات مع موسكو منذ سقوط الاتحاد السوفييتي.
كما زعمت بساكي: "نالت العقوبات بشدة من الأشياء التي يهتم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر من غيرها، فقد أضعفت وصوله العسكري إلى التقنيات الحديثة وحدَّت من قدرته على إظهار القوة والنفوذ".
خصومات على النفط الروسي
من جانبه، قال مسؤول حكومي هندي: "روسيا تعرض النفط والسلع الأخرى بخصم كبير. سوف نسعد بالحصول على ذلك". ورفض المسؤول الحكومي توضيح كمية النفط المعروضة وقيمة الخصم الذي ستحصل عليه بلاده.
المسؤول الهندي كذلك قال إن مثل هذه العملية التجارية تطلبت أعمالاً تحضيرية، بما في ذلك النقل والتغطية التأمينية والحصول على المزيج المناسب من الخام، ولكن بمجرد إتمام كل هذه الأمور سوف تقبل الهند العرض الروسي.
كانت العراق المُورِّد الأكبر للنفط الخام إلى الهند في 2021، إذ إنها مسؤولة عن 25% من إجمالي واردات النفط الخام الخاصة بالهند.
كذلك كانت السعودية والإمارات ونيجيريا والولايات المتحدة من الموردين الرئيسيين للبلاد، إذ تصل نسبة الواردات من كل منها على التوالي إلى 16% و11% و8% و7%.
طوق نجاة من العقوبات الأمريكية على روسيا
في المقابل تعد الهند أحدث دولة تقدم طوق نجاة إلى روسيا لخرق العقوبات الأمريكية على روسيا، في الوقت الذي تدخل الحرب التي تشنها روسيا أسبوعها الثالث، بعد أن رفعت الصين القيود على واردات القمح في نهاية فبراير/شباط 2022.
فقد فرضت سابقاً قيوداً على الواردات في خضم المخاوف من الإجراءات التي تتخذها روسيا لمنع أمراض النباتات، ولا سيما في المحاصيل الزراعية.
في حين لم تدِن بكين ولا نيودلهي الهجوم الروسي ضد أوكرانيا، وكلتا الدولتين امتنعت عن التصويت على مشروع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يدين الهجوم الروسي في الشهر الماضي.
كذلك تحاول كلتا الحكومتين تجاوز موقف دبلوماسي صعب من أجل المحافظة على علاقاتها التجارية الحيوية مع روسيا، التي تواجه الآن مصاعب اقتصادية خطيرة بعد استهدافها عن طريق العقوبات.
في غضون ذلك، سوف ترسل المملكة المتحدة إلى الهند -وهي دولة لديها برنامجها الفضائي الخاص- مساعدات بقيمة 55.3 مليون إسترليني (حوالي 72.12 مليون دولار) في العام المالي 2021/2022، بعد أن كانت 41.5 مليون إسترليني (54.12 مليون دولار) في العام المالي 2020/2021.