في ظل الهجوم الذي تشنه القوات الروسية على مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة، والذي أدى إلى سحق بعض السكان تحت الأنقاض، وموت آخرين من البرد دون تدفئة أو طعام أو مياه نظيفة، يجد المسؤولون في المدينة صعوبة بالغة في معرفة عدد القتلى والمفقودين.
إذ تشير الأرقام الرسمية، وفقاً لما نشرته صحيفة The New York Times الأمريكية، إلى مقتل 2400 مدني، لكن بيوتر أندريوشينكو، مستشار حكومة المدينة، قال إن عدد القتلى أعلى من هذا بكثير.
وقال في مقابلة مع محطة Current Time الإذاعية الأوكرانية: "لدينا بيانات غير دقيقة عن أعداد المدنيين القتلى". وقال إن الرقم الرسمي لا يمثل إلا "حفنة صغيرة" من القتلى، ويُقدِّر العدد الإجمالي الفعلي بأنه قد يصل إلى 20 ألفاً.
وفي مقابلة هاتفية مع صحيفة The New York Times، قال أندريوشينكو إن 2000 سيارة تمكنت من الفرار من المدينة يوم الثلاثاء 15 مارس/آذار، وإن 2000 سيارة أخرى كانت جاهزة للرحيل.
يأتي هذا في وقت تراوحت فيه التقديرات الأوكرانية لعدد المدنيين المحاصرين في المدينة بين 200 ألف و400 ألف شخص، ووصل آخر تقدير إلى 300 ألف شخص، كما أعلن مسؤول المنطقة، بافلو كيريلينكو، الذي كان حاكمها حتى إعلان الأحكام العرفية، أن الروس يحتجزون أيضاً الأطباء والمرضى في وحدة العناية المركزة في المستشفى الرئيسي كرهائن. ويُقدر عدد الأشخاص داخلها بحوالي 400.
وكتب كيريلينكو على تلغرام مستشهداً برسالة من أحد موظفي المستشفى: "الخروج من المستشفى مستحيل. فهم يطلقون النار بكثافة، ونحن نجلس في القبو. السيارات لا تتمكن من الذهاب إلى المستشفى منذ يومين. والمباني الشاهقة تحترق حولها".
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على تلغرام سكان حي شريوموشكي وهم يدفنون جثة في فناء. وأظهر مقطع آخر كيف حوّل السكان المحليون مبنى مكتب البريد إلى مشرحة مؤقتة.
وقد أسقطت القوات الروسية أكثر من 100 قنبلة داخل حدود المدينة، وفقاً لما ذكره مجلس مدينة ماريوبول على تلغرام، الأمر الذي أدى إلى تدمير جميع الخدمات الأساسية تقريباً.
فيما قال الكرملين إن القوات الأوكرانية هي المسؤولة عن حصار الناس في المدينة، فيما تقول الحكومة الأوكرانية إن المحاولات المتكررة للإجلاء الجماعي باءت بالفشل بعد تعرضهم لهجوم من القوات الروسية.
ولا يوجد طريق آمن بالكامل داخل أو خارج المدينة؛ إذ قال مراقبون دوليون إن الطرق مليئة بالألغام الأرضية والقتال لا ينحسر إلا نادراً.
ومن جانبها، قالت القيادة العليا للجيش الأوكراني، الثلاثاء، إن قواتها تمكنت من صد المحاولة الروسية الأخيرة لدخول المدينة، وزعمت أنها دمرت دبابتين وسبع عربات مشاة قتالية وناقلة جند مدرعة. وقال الجيش الأوكراني: "بعد هذه الخسائر أوقف المحتلون الهجوم وتراجعوا"، وأشار الأوكرانيون إلى أن قواتهم تكبدت خسائر أيضاً. على أنه يستحيل التحقق بشكل مستقل من أي معلومات قادمة من ماريوبول، حيث انقطعت جميع خطوط الاتصال تقريباً.