وصل رؤساء حكومات تشيكيا بيتر فيالا، وبولندا ماتيوز موراوسكي، وسلوفينيا يانيز يانشا، الثلاثاء 15 مارس/آذار 2022، إلى العاصمة الأوكرانية كييف التي تتعرض لقصف روسي متواصل.
حيث قال رئيس الوزراء الأوكراني دانيس شميغال، في تغريدة على موقع "تويتر"، إن رؤساء حكومات تشيكيا وبولندا وسلوفينيا يزورون كييف باسم المجلس الأوروبي.
شميغال أضاف: "هذه الخطوة تظهر شجاعة الأصدقاء الحقيقيين لأوكرانيا. نناقش سبل دعم أوكرانيا وتعزيز العقوبات ضد العدوان الروسي".
ارتفاع قتلى القصف الروسي
من جهته، لفت رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، في تصريح عبر منصة "تيلغرام"، إلى ارتفاع قتلى احتراق مبنى سكني في منطقة سفياتوشينسكي بضواحي العاصمة كييف إلى 4 أشخاص، على خلفية تكثيف القوات الروسية قصف أحد الأحياء بالمنطقة.
فيما أضاف كليتشكو أن فرق الإطفاء ما زالت تواصل عملها من أجل إخماد الحريق الذي اندلع جراء القصف.
كما أعلن كليتشكو فرض حظر تجوال لمدة 36 ساعة في كييف، موضحاً أن حظر التجوال سيبدأ الثلاثاء اعتباراً من الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (18:00 بتوقيت غرينتش)، وحتى الساعة السابعة صباحاً يوم الخميس 17 مارس/آذار.
في وقت سابق من يوم الثلاثاء، قالت خدمة الطوارئ الأوكرانية، إن شخصين على الأقل لقيا مصرعهما، وتم إنقاذ 46 آخرين من المبنى المكون من 16 طابقاً، المتضرر بشدة في منطقة سفياتوشينسكي.
اقتراب القوات الروسية من كييف
بحسب وكالة رويترز للأنباء، يقترب الجيش الروسي ببطء من كييف- التي تجنبت أسوأ المعارك منذ بدء الغزو الروسي- ويكثف قصفها.
يشار إلى أن العاصمة كييف كانت قد فرضت حظراً للتجوال منذ بدء الحرب الروسية في 24 فبراير/شباط الفائت، ما بين الساعة 20.00 مساء بالتوقيت المحلي، لغاية الساعة 07.00 صباحاً.
بينما استهدفت القوات الروسية خلال الإثنين والثلاثاء بعض التجمعات السكنية في العاصمة كييف، ما أسفر عن مقتل 7 مدنيين على الأقل.
وفق الأمم المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 636 مدنياً وجرح 1125 في أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
بدورها، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن حوالي 2.8 مليون شخص فروا إلى الدول المجاورة جراء التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
حرب متواصلة
في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية أسبوعها الثالث؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسّك طرفي النزاع بموقفهما، وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
شروط موسكو
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
يأتي ذلك في الوقت الذي تشترط فيه روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".
في حين لقي الآلاف مصرعهم في الحرب وشُرِّد الملايين حتى الآن.
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".