المرصد السوري: روسيا أعدت قوائم بـ40 ألف مقاتل موالين للنظام للقتال في أوكرانيا

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/15 الساعة 16:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/15 الساعة 16:13 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع بشار الأسد/رويترز

أعدت روسيا قوائم بأكثر من 40 ألف مقاتل ينضوون ضمن قوات النظام السوري ومجموعات موالية لها، ليكونوا على أهبة الاستعداد للقتال إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء 15 مارس/آذار 2022.

قبل أربعة أيام، أعلن الكرملين أنه سيسمح للسوريين ومواطنين من دول أخرى في الشرق الأوسط بالقتال إلى جانب الجيش الروسي، الذي بدأ في 24 فبراير/شباط غزو أوكرانيا، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

كما دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطط السماح لمتطوعين بالقتال في أوكرانيا؛ حيث أرسل آلاف الجنود الروس في إطار ما وصفها بـ"عملية عسكرية خاصة". وقال بوتين لوزير الدفاع: "إذا رأيتم أن هناك أشخاصاً يرغبون طوعاً (بدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا)، عليكم إذا مساعدتهم على الانتقال إلى مناطق القتال".

مراكز لاستقطاب السوريين للقتال

قال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، لوكالة الأنباء الفرنسية "سجل أكثر من 40 ألف سوري أسماءهم للقتال في أوكرانيا حتى الآن"، عبر مراكز أقيمت في محافظات عدة بالتعاون بين عسكريين روس وسوريين ومجموعات موالية للنظام.

لن تكون هذه المرة الأولى التي يشارك فيها مقاتلون سوريون في حروب خارج البلاد، إذ توجه الآلاف خلال السنوات الماضية للقتال في ليبيا وأذربيجان إلى جانب القوات المدعومة من روسيا أو تركيا، حسب ما أشارت إليه وكالة الأنباء الفرنسية.

تعد روسيا من أبرز داعمي دمشق منذ بدء النزاع، الذي يصادف الأربعاء ذكرى مرور 11 عاماً على اندلاعه. وتتواجد قواتها في سوريا منذ سبتمبر/أيلول 2015، حين بدأت تدخلاً عسكرياً أسهم في قلب موازين القوى على الأرض لصالح قوات النظام.

كما أوضح عبد الرحمن أن "روسيا وافقت على 22 ألف مقاتل من بين المسجلين"، مشيراً إلى أن جميعهم ينضوون في مجموعات موالية للنظام أو في فرق ضمن القوات الحكومية، وقد تلقوا سابقاً تدريبات عسكرية روسية، وشاركوا في القتال إلى جانب القوات الروسية في سوريا. ولم يتمكن المرصد من تحديد ما إذا كان بدأ إرسال مجموعات إلى أوكرانيا.

إغراءات مالية للمتطوعين

في بلد يتراوح فيه راتب الجندي السوري بين 15 و35 دولاراً، وعدت القوات الروسية المجندين الراغبين في الذهاب إلى أوكرانيا براتب شهري يعادل نحو 1100 دولار أمريكي، وبتعويض قدره 7700 دولار في حال الإصابة و16500 دولار لعائلة المقاتل في حال وفاته.

أفاد المرصد بأنه تم أيضاً "تسجيل أكثر من 18 ألف شخص عبر مكاتب تابعة لحزب البعث الحاكم بالتعاون مع شركة فاغنر شبه العسكرية"، وهي مجموعة من المرتزقة، المعروفة بعلاقتها الوطيدة بالكرملين، والناشطة في سوريا منذ سنوات. ولم تتضح الرواتب التي تعد بها فاغنر الراغبين في الذهاب.

في المقابل، نفى المتحدث باسم لجنة المصالحة الوطنية، التابعة للحكومة السورية، عمر رحمون، تسجيل أي شخص للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا.

إذ قال لوكالة الأنباء الفرنسية: "لا يوجد حتى الآن أي اسم كتب، وأي جندي سجل في مركز، وأي شخص سافر إلى روسيا بغرض القتال في أوكرانيا"، مضيفاً "حتى اللحظة، كل ما أثير هو حديث إعلامي وليس له صلة بأرض الواقع".

رد جميل أم مقابل المال؟ 

تحت عنوان "رد الجميل لروسيا" بدأ وسطاء سوريون مقربون من النظام السوري والقاعدة  الروسية في منطقة حميميم بريف اللاذقية غربي البلاد، بالترويج وتشجيع الشبان السوريين للسفر إلى روسيا، ومشاركة قواتها في الحرب ضد أوكرانيا، ترافق ذلك مع احتفالات وفعاليات شعبية ووقفات تضامنية في مناطق متفرقة من سوريا، يشارك فيها قادة وزعماء ميليشيات محلية ورجال دين (مسيحيون)، دعماً لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.

بينما في الطرف الآخر (مناطق المعارضة)، بدت رغبة واسعة في صفوف مقاتلي المعارضة بالسفر إلى أوكرانيا ومشاركة قواتها بصد الهجمة الروسية، التي اعتبروها عدواناً مشتركاً، يسعى إلى تدمير أوكرانيا كما دمر سوريا، وهجر سكانها وقتل الآلاف منهم.

فيما لم يصدر أي قرار رسمي من أي جهة رسمية في مؤسسات المعارضة السورية يهدف إلى الترويج وتشجيع مقاتلي المعارضة على السفر إلى أوكرانيا والقتال ضد الروس.

أول دفعة من السوريين تصل روسيا 

قالت مصادر خاصة لـ"عربي بوست"، "غادرت مجموعة من المرتزقة السوريين في مناطق النظام، مرتبطة بميليشيا (فاغنر الروسية) إلى روسيا، الأسبوع الماضي، جواً، من قاعدة (حميميم) الجوية الروسية، في اللاذقية، وعدد عناصرها نحو 35 عنصراً، لمشاركة القوات الروسية في الحرب الدائرة ضد أوكرانيا".

تضيف المصادر أنه "سبق أن شاركت المجموعة، ميليشيا (فاغتر) في العمليات العسكرية في ليبيا لصالح روسيا قبل نحو عام ونصف العام، ولديها خبرة في قتال الشوارع، فضلاً عن أنه أوكلت لها مهمة حراسة القواعد العسكرية الروسية في (حميميم وطرطوس) غربي سوريا.

فيما أشارت إلى أن معظم أفرادها من مناطق الساحل السوري (العلويين)، وشاركت في عدد كبير من العمليات العسكرية خلال السنوات الأولى من الحرب السورية، تحت اسم (قوات الصحراء)، وبعد التدخل الروسي، حظيت المجموعة برغبة الروس في التعامل معها، ومنح عناصرها رواتب شهرية تقدر بحوالي 400 دولار شهرياً، وامتيازات خاصة".

تحميل المزيد