أنعش الهجوم الروسي على أوكرانيا وما رافقه من مخاوف اندلاع حرب عالمية تستخدم فيها أسلحة نووية سوق صناعة الملاجئ تحت الأرض بأنواعها العادية والفاخرة، إذ قالت شركة فرنسية إنها تلقت في يوم واحدٍ 30 طلباً، أغلبها في أوروبا وبعضها من دول خليجية.
حيث قال ماتيو سيران، مؤسس شركة Artemis Protection التي تتخذ من فرنسا مقراً لها، وتصنّع الملاجئ الراقية، إنه تلقى على مدى الأسبوعين الماضيين 500 استفسار عن ملجأ من القنابل، وفقاً لما نقله موقع Business Insider الأمريكي الإثنين 14 مارس/آذار 2022.
تبدأ أسعار المخابئ الجاهزة التي تصنعها الشركة، من 300 ألف دولار ويمكن أن يتجاوز السعر نصف المليون دولار، استناداً إلى السمات والخصائص الشخصية التي تضاف إلى المخبأ والمساحة الإجمالية له.
في حديثه مع الموقع الأمريكي، قال سيران إن العملاء يعتزمون استثمار مئات الآلاف من الدولارات في الملاجئ، لأن "غريزتنا الأساسية نحن البشر هي البقاء"، مشيراً إلى أن "الملجأ الجاهز للاستخدام ويكفي للصمود أمام أي حادث كبير، في أي مكان بالعالم".
أضاف: "عندما يرى الناس حول العالم قوةً نوويةً تتحرك بمثل هذه الوحشية والقليل جداً من المنطق، فإن ذلك يصدمهم ويذكّرهم بأن السلام توازنٌ هش"، وذلك في إشارة إلى تأثير الهجوم الروسي.
من جانبه، أوضح الموقع أن 85% من عملاء شركة Artemis Protection يأتون من فرنسا، أما الطلبات الأخرى، فتأتي من فنلندا والسويد وبولندا، وهي البلاد القريبة من الحدود البيلاروسية.
فيما قال سيران إنه وجد مؤخراً زيادة قوية في الطلب من قطر والسعودية كذلك.
نماذج مختلفة من المخابئ
كان الهدف المبدئي من تصميمات شركة Artemis Protection أن "تعيد تعريف صورة" المخابئ كي تكون أدفأ وأكثر رحابة. بعد زيادة أعداد الطلبات، قرر سيران أن يصنع نموذجاً أصغر يمكن إنتاجه في ثلاثة أسابيع.
أظهرت إحدى الصور النسخة القياسية من المخبأ الأصغر الذي تبلغ مساحته 65 قدماً، ويصل سعره إلى 162 ألف دولار، ويمكنه إيواء 4 أشخاص في حالة وقوع هجوم.
قال سيران في حديثه مع الموقع: "علينا أن نعيد التفكير كلياً في الاستراتيجية التجارية، بسبب تنوع الطلبات، والفئة الاقتصادية الاجتماعية للمتصلين المحتملين".
بحسب بيانات الزيارات التي اطلع عليها موقع Business Insider، كانت غالبية زوار موقع شركة Artemis Protection يدخلون إلى الموقع بعد كتابة كلمات مفتاحية مثل "مخبأ" أو "ملجأ طوارئ" عبر محرك البحث جوجل.
وقال سيران: "يعرض ذلك قلقاً حقيقياً. إنهم يتطلعون بأنفسهم إلى الحصول على ملجأ".
صحيحٌ أن ذروة زيارات الموقع كانت مشهودة في 11 مارس/آذار، لكن سيران يتنبأ بأن سوق المخابئ سوف يواصل النمو ويصير أسهل في الوصول إليه، بسبب استمرار التوترات مع روسيا.