أثار مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الإثنين 14 مارس/آذار 2022، مخاوف إزاء أن تقف الصين إلى جانب روسيا في حربها على أوكرانيا، وذلك خلال اجتماع استمر سبع ساعات مع كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جيه تشي في روما، وحذرت واشنطن بكين من العواقب إذا دعمت موسكو.
مسؤولان أمريكيان قالا لوكالة رويترز- دون ذكر اسميهما- إن الاجتماع انعقد في الوقت الذي أبلغت فيه الولايات المتحدة الشركاء في حلف شمال الأطلسي، وعدداً من البلدان الآسيوية، بأن الصين لمحت إلى استعدادها لتقديم دعم عسكري واقتصادي لروسيا دعماً لحربها.
أحد المسؤولين قال إن الرسالة الأمريكية، التي أرسلت في برقية دبلوماسية، أشارت أيضاً إلى أن الصين من المتوقع أن تنفي تلك الخطط، فيما قال المسؤول الثاني: "الأمر حقيقي، ومثير للقلق حقاً".
من جانبه، قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية للصحفيين: "أنا بصدد معاودة التأكيد على أن لدينا مخاوف عميقة بشأن أخذ الصين صف روسيا في هذا التوقيت، ومستشار الأمن القومي كان مباشراً في الحديث عن تلك المخاوف والتداعيات والعواقب المحتملة لأفعال معينة".
أضاف المسؤول أن سوليفان وصف ليانغ "وحدة الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها.. في تحميل روسيا ثمن أفعالها".
كذلك وصف المسؤول الاجتماع بأنه "متوتر"، مما يعكس "خطورة اللحظة"، على الرغم من أنه كان مخططاً له منذ فترة طويلة ولم يُحدد توقيته لبحث الأحداث في أوكرانيا، وتناول قضايا أخرى منها كوريا الشمالية وتايوان والعلاقات الثنائية المتوترة.
يُعد هذا أول لقاء معروف لسوليفان مع يانغ منذ الجلسات المغلقة في زوريخ في أكتوبر/تشرين الأول 2021، والتي استهدفت تهدئة التوتر بعد أن تبادل الجانبان علناً الانتقادات الحادة في ألاسكا قبل عام.
كان مسؤولون أمريكيون قد قالوا قبل الاجتماع، إن سوليفان سيحذر من العزلة التي قد تواجهها الصين على الصعيد العالمي إذا استمرت في دعم روسيا.
على مدى الأسابيع القليلة الماضية، سعى مسؤولون من الولايات المتحدة ودول أخرى، إلى التوضيح للصين بأن وقوفها مع روسيا قد يكون له عواقب على التدفق التجاري وتطوير تكنولوجيات جديدة وقد يعرضها لعقوبات ثانوية.
في هذا الصدد، قالت وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو الأسبوع الماضي إن الشركات الصينية التي تتحدى القيود الأمريكية على الصادرات لروسيا، قد تحرم من المعدات والبرمجيات الأمريكية التي تحتاج إليها لصنع منتجاتها.
تُعد الصين أكبر مصدر في العالم وأكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي وأكبر مورد أجنبي للبضائع للولايات المتحدة، ومن شأن أي ضغط على التجارة الصينية أن يكون له تأثيرات اقتصادية غير مباشرة على الولايات المتحدة وحلفائها.
روسيا "طلبت" مساعدة الصين
كان مسؤولون أمريكيون قد قالوا لوكالة رويترز الأحد 13 مارس/آذار 2022، إن روسيا طلبت من الصين معدات عسكرية بعد بدء الهجوم على أوكرانيا، مما أثار مخاوف داخل إدارة الرئيس جو بايدن من أن بكين قد تقوض الجهود الغربية لمساعدة أوكرانيا من خلال تعزيز الجيش الروسي.
نفت روسيا طلب مساعدة عسكرية من الصين، وقالت إن لديها القدرات العسكرية الكافية لتحقيق جميع أهدافها في أوكرانيا.
بدوره، قال سوليفان لشبكة (سي.إن.إن) إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب لترى مدى الدعم الاقتصادي أو المادي الذي تقدمه الصين لروسيا، وأضاف "نتواصل مباشرة وعلى نحو يتسم بالخصوصية مع بكين للتأكيد على أنه ستكون هناك بالطبع عواقب لأي جهود واسعة النطاق لمساعدة روسيا على التهرب من تأثير العقوبات أو دعمها لتعويض ذلك التأثير".
كذلك شدد سوليفان على أن واشنطن لن تسمح "بإتاحة شريان حياة لروسيا للتغلب على هذه العقوبات الاقتصادية من أي بلد في أي مكان في العالم".
أما سفارة الصين في واشنطن فأبدت دهشتها إزاء التقارير التي وردت عن طلب روسيا للمساعدة العسكرية، والتي ظهرت لأول مرة في صحيفة "فاينانشيال تايمز"، كما نقلت الصحيفة عن محلل صيني بارز قوله إن بكين يمكن أن تعمل كوسيط في أوكرانيا.
من جانبه، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، الإثنين 14 مارس 2022 التقارير التي تفيد بأن روسيا تسعى للحصول على معدات عسكرية من الصين بأنها معلومات أمريكية "مضللة".