أستراليا تُفرج عن لاجئين احتُجزوا 9 سنوات بفندق سيئ السمعة.. معاناتهم لم تنتهِ بعد!

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/15 الساعة 08:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/15 الساعة 08:54 بتوقيت غرينتش
مهاجرون يحتجون داخل أحد مراكز الاحتجاز في سيدني/ getty images

بعد تسع سنوات من الاحتجاز داخل فندق "بارك" سيئ السمعة في مدينة ملبورن، أطلقت السلطات في أستراليا سراح مجموعة من اللاجئين الذين باتوا ينعمون بالحرية، بعد أن وُجهت اتهامات لأستراليا بإساءة معاملتهم، وفق ما ذكرته تقارير الإثنين 14 مارس/آذار 2022.

خلال شهر فبراير/شباط الماضي أظهر تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" أن المهاجرين يمضون 689 يوماً في المتوسط، بمراكز الاحتجاز في أستراليا، وقال التقرير إن المدة هي الأطول في العالم، وتبلغ أكثر من 12 ضعف مدة الاحتجاز في الولايات المتحدة.

فيما  أدى احتجاز نجم التنس نوفاك ديوكوفيتش، لفترة وجيزة، بفندق بارك في ملبورن، في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، إلى تسليط الضوء على "سياسات الهجرة القاسية في أستراليا"، وفقاً لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

نهاية الاحتجاز بفندق بارك

قال ناشطون إن 4 لاجئين آخرين قد أطلق سراحهم من مراكز احتجاز أخرى في ملبورن وبريسبان، فيما بدا أنه محاولة من الحكومة للابتعاد عن "قضية ملتهبة" قبل الانتخابات الفيدرالية المقرّرة في مايو/أيار المقبل.

أضاف ناشطون أن اللاجئين، الذين تم الإفراج عنهم في ساعة متأخرة من مساء الجمعة الماضي، يقيمون الآن في أماكن إقامة مؤقتة.

كما يعتقد الناشط السياسي الأسترالي المتحدث باسم تحالف العمل من أجل اللاجئين إيان رينتول أن "الحكومة لا تريد أن يكون لديها مشكلة ملحّة بشأن فندق بارك مع اقتراب موعد الانتخابات، والإفراج البطيء عن [اللاجئين] هو مجرد وسيلة للتخفيف من الضغط".

قال إسماعيل حسين -وهو أحد اللاجئين الذين تم إطلاق سراحهم- لموقع الجزيرة الإنجليزي، إنه لم يُمنح سوى 15 دقيقة لحزم أمتعته ومغادرة الفندق.

أخبر الضابط حسين بأنه حصل على تأشيرة دخول، وعليه أن يحزم حقائبه، وأنه سيُنقَل إلى مركز ملبورن للهجرة، وهو مركز احتجاز المهاجرين في ملبورن.

كما قال حسين متحدّثاً من غرفته في الفندق الجديد، إن حريته تبدو خيالية: "لم أستطع النوم أول ليلة، كنت أستيقظ باستمرار لأتأكد أن الغرفة مختلفة".

تأشيرات مؤقتة في أستراليا

بينما قال رينتول إن اللاجئين الذين جاؤوا إلى أستراليا بالقارب واحتُجزوا ما يقرب من 9 سنوات، ليس لديهم "مستقبل آمن على الرغم من أنهم أحرار أخيراً.

أضاف أن "المفرج عنهم يجدون أنفسهم في وضع غير آمن للغاية، سواء في الاحتجاز المجتمعي أو بتأشيرات مؤقتة مدتها 6 أشهر، ويجب تمديدها كل ستة أشهر".

حسين أوضح أيضاً أن عليه أن يجد مسكناً وعملاَ وطريقة للبقاء هنا، مستطرداً: "كل ما يهم الآن هو حريتي"، لكنه أضاف أنه قلق بشأن لاجئين آخرين لا يزالون محتجزين في فندق بارك. وقال المعتقل السابق إنه مع كل إطلاق سراح، تزداد الأمور سوءاً بالنسبة للاجئين الذين تُركوا في فندق بارك.

فيما يطالب الناشطون بالإفراج عن جميع اللاجئين المتبقين المحتجزين في فندق بارك، بالإضافة إلى الوافدين البحريين الآخرين المحتجزين في مراكز احتجاز أخرى حول أستراليا والمحيط الهادئ.

إذ اعتبر رينتول أنه "لا يوجد سبب يدعو إلى استمرار التعذيب أكثر من ذلك، سوى سياسة الحكومة اللاإنسانية للاجئين التي تبقي الوافدين عن طريق البحر رهن الاحتجاز".

أطول مدة احتجاز في العالم

وفقاً لأرقام وزارة الشؤون الداخلية الأسترالية، يوجد 1459 شخصاً محتجزاً حالياً في أستراليا، ومنهم أكثر من 70 لاجئاً وطالب لجوء تم نقلهم من جزيرتي "ناورو" و"مانوس" بالمحيط الهادئ.

فيما قالت هيومن رايتس ووتش إن متوسط ​​مدة الاحتجاز في كانبرا أطول بكثير من دول مثل الولايات المتحدة وكندا، حيث يبلغ 55 يوماً و14 يوماً على التوالي.

بينما يوجد ثمانية أشخاص أمضوا حتى الآن أكثر من 10 سنوات في مراكز احتجاز المهاجرين الأسترالية، و117 محتجزاً لمدة تزيد على خمس سنوات، وفقاً للصحيفة.

حسب الصحيفة البريطانية، فقد أمضى ثمانية أشخاص حتى الآن أكثر من 10 سنوات في مراكز احتجاز المهاجرين الأسترالية، و117 محتجزاً لمدة تزيد على خمس سنوات.

قالت صوفي ماكنيل، باحثة هيومن رايتس ووتش في أستراليا: "إن التقرير يُظهر فقط مدى كون أستراليا وحيدة تماماً في العالم، من حيث مدى فظاعة الاحتجاز لأجل غير مسمى، وأنه لا يوجد تاريخ انتهاء". 

تحميل المزيد