كشفت مصادر صينية وأفغانية أن بكين تفاوض حركة طالبان لاستغلال موارد البلاد الغنية بدءاً من الثروة المعدنية وانتهاء بالتنقيب عن آبار النفط والغاز، وذلك وفقاً لما أكدته صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الإثنين 14 مارس/آذار 2022.
بحسب مسؤولين صينيين وآخرين من حركة طالبان، فإن بكين تُفاوض كابول لبدء التعدين في منجم "مس عينك"، الواقع بمقاطعة لوغار الأفغانية، وهو جبل يحتوي على أكبر احتياطيات النحاس غير المستغلة في العالم.
كما تُجري بكين محادثات لبدء العمل على استخراج موارد النفط والغاز في منطقة نهر جيحون (آمو داريا) شمال أفغانستان.
بحسب الصحيفة الأمريكية، فإن المشروعين قد توقفا سنواتٍ، بسبب الحرب التي انتهت بخروج الاحتلال الأمريكي في أغسطس/آب 2021.
عقود وصفقات صينية
حيث توجهت عشرات من شركات التعدين الصينية إلى كابول في الأسابيع الأخيرة؛ طلباً لعقود من أجل هذا المنجم ومناجم أخرى، فيما عملت بكين على تعزيز علاقاتها مع طالبان، وأبقت سفارتها مفتوحة في كابول.
وقال وانغ يو، سفير الصين في كابول، إن المحادثات جارية بشأن منجم "مس عينك" للنحاس ومشروع جيحون للنفط والغاز، وإن الصين تطلب تحسين الشروط لجعل الاستثمار مُجدياً للصينيين، وأضاف: "من المهم جداً أن يحصل كلا الطرفين على عائدات معقولة".
من جانبه، قال شهاب الدين ديلاوار، وزير المعادن والبترول في حركة طالبان: "لقد قدمنا مشروعين للصينيين، وقد لا نعطيهم مشروعاً ثالثاً حتى نرى إجراءات عملهم في هذين المشروعين".
وأكد الوزير الأفغاني أن العقود كانت تلزم الصين بناءَ محطة كهرباء تزود الموقع والمنطقة المحيطة به وكابول بالطاقة، ومعالجة المستخرج في أفغانستان نفسها، وإنشاء خط سكة حديد إلى الحدود الباكستانية في تورخام، ونقل الآثار المحيطة بالموقع، وشراء الأرض من أصحابها القرويين، ولكنه أشار إلى أن الشركات الصينية حاولت التراجع عن كل تلك الالتزامات.
كنز من المعادن
وعلى الرغم من أن أفغانستان واحدة من أفقر دول العالم، فإن جبالها تستقر فوق ثروات هائلة، من الذهب والأحجار الكريمة والفحم والنفط والغاز والليثيوم ومعادن الأرض النادرة. وذكرت تقديرات أعلن عنها خبراء أمريكيون قبل عقد من الزمن، أن قيمة الموارد المعدنية في أفغانستان تبلغ نحو تريليون دولار.
وقال خبراء أمريكيون إن الوقت الحالي قد يكون مناسباً للتعدين في أفغانستان، لأن دورة الصعود المستدامة لهذه السلع قد تُبقي على أسعارها مرتفعةً لسنوات، علاوة على انتهاء القتال بين قوات الاحتلال الأمريكي وطالبان.
كما لفت نيل ريغبي، مستشار التعدين السابق للبنتاغون والحكومة الأفغانية، إلى أن العالم يواجه نقصاً في إمدادات النحاس، و"من هنا تأتي أهمية المعادن المتوافرة في أفغانستان، خصوصاً أنك إذا نظرت إلى أي مكان بالعالم، فستجد أن معادنه استُغلِّت إلى أقصى حد ممكن، أما أفغانستان فإنها ما تزال بكراً".
يقول ريغبي إن منجم "مس عينك" يحتوي على نحاس عالي الجودة، ولهذا السبب تريده الصين بشدة؛ لشحنه إليها ومزجه مع نحاسها منخفض الجودة.
من الجدير بالذكر، أن التعدين يبدو أحسن الفرص لدى طالبان لإقامة نشاط تجاري جديد وكبير، لاسيما وهي تكافح مع الانهيار الاقتصادي الذي وقع بعد سيطرتها على الحكم وخروج الاحتلال الأمريكي من البلاد، وقطع الدول الغربية المساعداتِ عنها.