قالت شركة أمريكية خاصة إن صور الأقمار الصناعية التي التقطت، صباح السبت 12 مارس/آذار 2022، أظهرت دماراً واسع النطاق في البنية التحتية المدنية والمباني السكنية في أنحاء مدينة ماريوبول جنوب أوكرانيا.
حيث أوضحت شركة ماكسار تكنولوجيز، التي تتابع الحشد العسكري الروسي على مدى أسابيع، أن حرائق شوهدت في الجزء الغربي من المدينة الساحلية الواقعة على البحر الأسود، كما لحقت أضرار جسيمة بعشرات المباني السكنية العالية.
بينما لم يتسن لوكالة رويترز للأنباء التحقق من دقة هذه الصور بشكل مستقل.
حصار القوات الروسية
من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، السبت، إن ماريوبول تخضع لحصار القوات الروسية، لكنها ما زالت تحت سيطرة بلاده.
فيما أكد مجلس بلدية المدينة، الجمعة، أن 1582 مدنياً على الأقل قتلوا في ماريوبول جراء القصف الروسي والحصار المستمر منذ 12 يوماً.
في حين لم يتسن التحقق بشكل مستقل من أعداد الضحايا المُشار إليها.
قصف مسجد في ماريوبول
في وقت سابق من أمس السبت، ذكرت وزارة الخارجية الأوكرانية أن القوات الروسية قصفت "مسجد السلطان سليمان القانوني" في مدينة ماريوبول لجأ إليه أكثر من 80 من البالغين والأطفال، من بينهم رعايا أتراك.
كذلك، اتهمت أوكرانيا روسيا برفض السماح لأحد بالخروج من ماريوبول التي تسبب حصارها في احتجاز مئات الآلاف من الأشخاص. وتتهم روسيا أوكرانيا بأنها السبب في عدم إجلاء السكان.
لكن وزارة الخارجية الأوكرانية لم تذكر ما إذا كان أحد قُتل أو أصيب.
فيما تنفي موسكو استهداف المناطق المدنية خلال ما تسميه عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا.
حرب متواصلة
في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية أسبوعها الثالث؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسّك طرفي النزاع بموقفهما وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".