قال وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف الأحد 13 مارس/آذار 2022، إن العقوبات الغربية جمَّدت حوالي 300 مليار دولار من أصل 640 مليار دولار من احتياطيات روسيا من الذهب والعملات الأجنبية، فيما حذرت واشنطن بكين من "توفير شريان حياة لموسكو".
حيث قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الأحد، إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيواصلون تصعيد الضغط على روسيا، محذراً من أن أي تحركات من جانب الصين لتوفير شريان حياة لروسيا أو مساعدتها في التهرب من العقوبات الغربية، قائلاً إن ذلك ستكون له عواقب "قطعاً".
أضاف سوليفان، الذي من المقرر أن يجتمع مع كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جيتشي في روما الإثنين، أن الولايات المتحدة تعتقد أن الصين كانت على علم بتخطيط روسيا لبعض التحركات في أوكرانيا قبل الغزو، ولكن ربما لم تكن تدرك المدى الكامل لخطط موسكو.
أردف قائلاً إن واشنطن تراقب الآن عن كثب لترى إلى أي مدى قدمت بكين دعماً اقتصادياً أو مادياً لروسيا، وإنه ستكون هناك تبعات تُفرض عليها إذا حدث ذلك.
وقال سوليفان: "لن نسمح لذلك بالاستمرار وأن يكون هناك شريان حياة لروسيا من هذه العقوبات الاقتصادية من أي بلد في أي مكان في العالم".
موسكو تعتمد على الصين
جاء ذلك بعد أن صرح وزير المالية الروسي سيلوانوف في مقابلة مع التلفزيون الرسمي أن الغرب يمارس ضغوطاً على الصين للحد من تجارتها مع روسيا، وكذلك من أجل منع موسكو من الوصول إلى جزء من الاحتياطيات التي تحتفظ بها باليوان الصيني.
وأضاف سيلوانوف: "لكنني أعتقد أن شراكتنا مع الصين ستظل تسمح لنا بالحفاظ على التعاون الذي حققناه، ولن نحافظ عليه فحسب بل سنعززه في مناخ تُغلق فيه الأسواق الغربية" أمام روسيا.
وسبق أن قالت وسائل إعلام روسية الأحد إن موسكو تعتمد على الصين في مساعدتها على تحدي الضربة التي تلقاها اقتصادها من العقوبات الغربية.
وعززت الدولتان التعاون بينهما في الآونة الأخيرة، في الوقت الذي تعرضت فيه كل منهما لضغوط غربية قوية بسبب حقوق الإنسان وعدد من القضايا الأخرى.
شكلت التجارة نحو 46% من الاقتصاد الروسي في عام 2020، معظمها مع الصين، أكبر وجهة تصدير لموسكو.
وأعلنت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وبريطانيا فرض عقوبات اقتصادية على روسيا وصفتها بـ"القاسية"، حيث طالت هذه العقوبات بنوكاً روسية وشركات كبرى ورجال أعمال وقطاعات حيوية تعمل في البنية التحتية وغيرها.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات شاملة لم يسبق لها مثيل على روسيا وحظرت وارداتها من الطاقة، بينما قدمت مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا.