قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية، إن "الحرس الثوري" الإيراني أصدر الأحد، 13 مارس/آذار 2022، بياناً يعلن فيه المسؤولية عن هجمات صاروخية على ما قال إنها "مراكز استراتيجية" إسرائيلية في أربيل، عاصمة إقليم كردستان بشمال العراق.
وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، نقلت عن "الحرس الثوري" قوله إنه بعد الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني، والإعلان السابق عن أن جرائم وشرور هذا النظام المشؤوم لن تمر دون رد، تم مساء أمس استهداف المركز الاستراتيجي للتآمر والشر الصهيوني بصواريخ قوية ونقطوية تابعة للحرس الثوري".
كذلك توعد "الحرس الثوري" إسرائيل من "تكرار أي أعمال شريرة"، حسب وصفه، قائلاً إنه سيرد "بشكل قاسٍ وحاسمٍ ومدمر" على أي اعتداء من إسرائيل.
قوبل حديث "الحرس الثوري" عن استهداف مراكز إسرائيلة في إقليم كردستان برفض واسع في أربيل، ونقل موقع "روداوو" الكردي عن محافظ أربيل، أوميد خوشناو، قوله إنه "لا توجد أي مراكز إسرائيلية في تلك المواقع التي استهدفت بالصواريخ".
أضاف خوشناو أن "الغرض من القصف كان استهداف مجمع القنصلية الأمريكية وهو قيد الإنشاء، إلا أن الهجوم لم يحقق هدفه، وسقطت الصواريخ في مناطق مأهولة بالسكان".
من جانبها، لم تعلّق إسرائيل على إعلان "الحرس الثوري" ضرب مراكز لها في أربيل، حتى الساعة 11:15 بتوقيت غرينتش".
يأتي هجوم "الحرس الثوري" بعد أسبوع من توعده بالرد على قتل إسرائيل اثنين من عناصره خلال قصف صاروخي على ريف دمشق، وقع يوم الإثنين 7 مارس/آذار 2022، وقال الحرس حينها إن إسرائيل ستدفع "ثمن هذه الجريمة".
كان جهاز مكافحة الإرهاب بحكومة إقليم كردستان، قد أفاد فجر الأحد، 13 مارس/آذار 2022، في بيان عن تعرض أربيل لهجوم بـ12 صاروخاً باليستياً، أطلقت من خارج العراق من جهة الشرق، واستهدفت حياً بالقرب من القنصلية الأمريكية، فيما قال محافظ المدينة إن الاستهداف أسفر عن إصابتين طفيفتين.
إدانة واسعة للهجوم
رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني أدان الهجوم الذي استهدف أربيل، واعتبره "سابقة خطيرة وانتهاكاً" لسيادة البلاد، وقال في بيان: "ندين بشدة الهجوم الصاروخي الذي استهدف في وقت متأخر من الليلة الماضية، وبأسلوب جبان ووحشي وبدون مبرر، أهالي وأمن واستقرار أربيل، عاصمة إقليم كردستان".
من جانبه، قال الرئيس العراقي برهم صالح، في تغريدة عبر "تويتر"، إن "استهداف أربيل جريمة إرهابية مُدانة، وتوقيته المُريب مع بوادر الانفراج السياسي يستهدف عرقلة الاستحقاقات الدستورية بتشكيل حكومة مقتدرة".
بدورها، أدانت وزارة الخارجية التركية الهجمات الصاروخية على أربيل، وقالت الوزارة في بيان إن "مثل هذه الأعمال الرامية لتقويض السلام والاستقرار في العراق غير مقبولة إطلاقاً".
كذلك أدانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" الهجوم، داعية إلى محاسبة منفذيه.
بالموازاة مع ذلك، وصف متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الواقعة بأنها "هجوم شائن"، لكنه قال إنه لم يصب أي أمريكي بأذى، ولم يلحق أضراراً بالمنشآت التابعة للحكومة الأمريكية في أربيل.
يأتي هذا بينما يشهد العراق حالة من عدم الاستقرار المزمن، منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في عام 2017، على يد تحالف فضفاض من القوات العراقية وقوات تقودها الولايات المتحدة وأخرى مدعومة من إيران.