تخلّى مفتي مسلمي أوكرانيا، وأحد كبار القادة الإسلاميين في البلاد، سعيد إسماعيلوف، عن أرديته التقليدية وغطاء رأسه، وقرر ارتداء ملابس القتال من أجل المشاركة في قتال القوات الروسية التي تهاجم أوكرانيا، ومن "أجل الانتقام لسوريا".
صفحات إسماعيلوف على شبكات التواصل الاجتماعية عرضت صوراً له وهو يقف مع زملائه من قوات الدفاع الإقليمية في كييف، التي قال إنه انضم إليها في 24 فبراير/شباط 2022، مع بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، وفقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 11 مارس/آذار 2022.
تختلف هذه الصور الأخيرة تماماً عن الأعمال الخيرية والمحادثات في كليات إدارة الأعمال التي كان يجريها إسماعيلوف قبل الهجوم، وينتمي إسماعيلوف لعرقية التتار، ووُلِد في مدينة دونيتسك الشرقية، التي كانت في ذلك الوقت لا تزال جزءاً من الاتحاد السوفييتي.
كان تتار القرم قد خضعوا للسيطرة الروسية المباشرة في عام 2014، في أعقاب الضم القسري لشبه الجزيرة، وبعد فترة وجيزة استحوذ الانفصاليون المدعومون من روسيا على دونيتسك، ويخوضون صراعاً منذ سنوات مع كييف.
يقول إسماعيلوف في تصريحات أوردها الموقع البريطاني: "لقد كنا في حالة حرب وحشية لأكثر من أسبوعين، لا أتذكر حتى نحن في أي يوم من أيام الأسبوع، وما هو التاريخ في التقويم الآن. في الحرب يتحول الوقت إلى تيار واحد مستمر، ولا يبدو أنه ينتهي أبداً".
أضاف إسماعيلوف: "لذلك لم يكن لدي الوقت ولا الفرصة لرصد ما يحدث في الأراضي المحتلة مؤقتاً في شبه جزيرة القرم ولوغانسك ودونيتسك، لذلك ليس لدي معلومات عن الظروف الحالية للمسلمين الذين يعيشون هناك".
بالنسبة لإسماعيلوف، فإن هناك أساساً دينياً للمسلمين "للاستجابة لدعوة رئيس أوكرانيا وحمل السلاح مرة أخرى ضد روسيا، ليس أقلها "انتقاماً" من تصرفات الدولة (روسيا) في سوريا"، وأضاف أن "هذا هو اختيار كل فرد مسلم ما إذا كان يريد الذهاب إلى أوكرانيا لمحاربة المهاجمين الروس".
اتهم إسماعيلوف روسيا بأنها قصفت المدنيين وقتلت النساء والأطفال، ودمرت المنازل والمستشفيات والبنية التحتية.
انتقاد لرجال الدين الروس
يُقدّر إسماعيلوف أن عدد المسلمين في أوكرانيا وصل إلى مليون في العام 2016، وأشار إلى أن "تتار القرم" أكبر مجموعة منفردة منهم.
اشتكى أولئك الذين ما زالوا في شبه جزيرة القرم من اضطهاد السلطات الروسية، وتعرض العديد من النشطاء والصحفيين والمحامين المنتمين إلى الطائفة للاعتقال والمضايقات في شبه الجزيرة، منذ استيلاء روسيا على السلطة، إذ غالباً ما يتم الاشتباه بضلوعهم في "نشاط إرهابي".
بحسب الموقع البريطاني، يُعد الإسلام هو ثاني أكبر ديانة في روسيا، لكن علاقة المجتمع بالحكومة افتقرت إلى التوافق، لا سيما أن الرئيس الروسي "دمّر جزءاً كبيراً من جمهورية الشيشان ذات الأغلبية المسلمة في الفترة من 1999- 2009 خلال الحرب الشيشانية الثانية؛ ما خلّف عشرات الآلاف من المدنيين القتلى".
انتقد إسماعيلوف رجال الدين المسلمين في روسيا، الذين أعلنوا دعمهم للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وقال: "أعبر صراحةً عن عدم احترامي للزعماء الدينيين المسلمين في روسيا، الذين وافقوا على هذه الحرب؛ لأنهم ليسوا إلى جانب الحقيقة والعدالة، لكن إلى جانب القوة الإجرامية، وباركوا قتلنا نحن وأطفالنا، لن نسامحهم أبداً".
أضاف إسماعيلوف: "أنصحهم بخلع عمائمهم ورميها في مكب النفايات؛ لأنهم لا يملكون أي حق أخلاقي في لقب قادة دينيين"، وفق تعبيره.
يُذكر أن روسيا أطلقت، في 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
تشترط موسكو لإنهاء عمليتها العسكرية تخلي كييف عن أي خطط من شأنها الانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، واتخاذ موقف الحياد التام.