نشر البرلمان الأوكراني، مساء الجمعة 11 مارس/آذار 2022، على حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، مقطع فيديو صادماً كسيناريو لاحتمالية تعرض برج إيفل في العاصمة الفرنسية باريس للقصف الروسي، ويظهر فيه أيضاً إطلاق النار على البرج الشهير.
فيما علّق حساب البرلمان على الفيديو التخيلي متسائلاً: "هل سيظل برج إيفل الشهير في باريس أو بوابة براندنبورغ في (العاصمة الألمانية) برلين واقفاً تحت القصف الروسي المتواصل؟، هل تعتقد أن هذا لا يعنيك؟".
كما أضاف: "اليوم أوكرانيا، وغداً ستكون أوروبا كلها، روسيا لن تتوقف".
كذلك نشر حساب وزارة الدفاع الأوكرانية على "تويتر"، السبت، مقطع الفيديو ذاته، محذراً من أن "سقوط أوكرانيا يعني سقوط أوروبا".
حظر جوي فوق أوكرانيا
في حين دعا الجيش الأوكراني حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى تنفيذ حظر جوي فوق أوكرانيا حمايةً لها من الطيران الروسي.
كان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أعلن، الجمعة 4 مارس/آذار 2022، أن التحالف العسكري الغربي لن يفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، ولن يرسل قواته إلى هناك، وذلك بعد يوم من رفض مماثل من قِبل الولايات المتحدة للطلب الذي أطلقه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يرى أن حظر الطيران وحده يمنع موسكو من تدمير البنية التحتية النووية.
حيث قال الأمين العام للحلف في مؤتمر صحفي: "لسنا جزءاً من هذا الصراع، ومسؤوليتنا تقتضي ضمان ألا يتصاعد ويمتد خارج أوكرانيا".
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، قبل أيام، أن الولايات المتحدة لا تخطط لفرض حظر طيران في الأجواء الأوكرانية؛ لأن هذا الأمر قد يتسبب في اندلاع حرب مع روسيا.
يشار إلى أن الرئاسة الفرنسية أعلنت، في وقت سابق من يوم السبت، عن عزم الإليزيه فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب الحرب على أوكرانيا.
حرب متواصلة
في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية أسبوعها الثالث؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسك طرفي النزاع بموقفهما وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".