هروبي من سوريا لم يكُن بهذا السوء.. ماذا حدث للمهاجرين الهاربين من القصف الروسي على أوكرانيا؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/12 الساعة 14:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/12 الساعة 14:14 بتوقيت غرينتش
الملايين من الأوكرانيين فروا بعد الحرب/مواقع التواصل

لحظات صعبة قضاها عامر على الحدود البولندية الأوكرانية حين قرر اللجوء إلى أوروبا مع بداية الهجمات الروسية على أوكرانيا، هذه رحلة اللجوء الثانية التي يخوضها عامر في أقل من 6 سنوات.

تتكرر تفاصيل المشهد الذي عاشه، يقول لـ"عربي بوست" في حين وصل إلى أوكرانيا في العام 2016 بعد رحلة طويلة قضاها بين لبنان وتركيا محاولاً إيجاد فرصة للعمل حيث كان يحلم بالاستقرار.

ساقه القدر من تركيا إلى مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا، ثم هرب من حرب اشتعلت مع الانفصاليين ليجد نفسه عالقاً وعاجزاً أمام "حلم اللجوء"، خرج من المدينة إلى منطقة أخرى وهناك حاول إيجاد فرصة عمل فكانت في أحد محال الأطعمة على أمل قبول لجوئه إلى أوكرانيا.

يضيف: "كنت أقضي معظم الوقت بين تعلم اللغة والعمل حتى أتمكن من الحصول على الجنسية وكنت أحلم بالاستقرار بعد رحلة طويلة من الهروب إلى أماكن مختلفة، وحين هددت روسيا بالهجوم على أوكرانيا كنت على يقين من أنها ستفعلها على عكس معظم الأوكرانيين، لقد اختبرنا الجنان الروسي من قبل حين قصفوا المدن السورية بالبراميل المتفجرة وساعدوا النظام على قصفنا".

عنصرية على الحدود

عاش عامر تفاصيل رحلته مرة أخرى، بشكل أصعب هذه المرة كما صرح لنا، ففي المرة الأولى كان يهرب من الموت وكل الخيارات أمامه كانت أفضل من البقاء، لأنه حسب وصفه "كده كده ميت"، إضافة إلى أن ما سار عليه كان يسري على كل أبناء بلده الخارجين معه من الكارثة ذاتها.

يشير: "كان صعباً جداً هذه المرة أن نكون هاربين من القصف جميعاً، لكن حاملي الهويات الأوكرانية يسمح لهم بالعبور وتستقبلهم أوروبا بحفاوة شديدة وبإقامات مؤقتة وأماكن للبقاء، بينما نمنع نحن من المرور ونلقى أسوأ معاماة ممكنة، لا سيما أن تكرار المشاهد المؤلمة بعد الاستقرار وبعد الشعور بإحساس مؤقت للوطن صعب جداً، كانت الرحلة أسوأ من رحلة خروجي من سوريا وكانت أسوأ مما تخيلت، كل ما أذكره اأن هروبي من سوريا لم يكن بهذا السوء". 

قضى الممنوعون من الدخول أكثر من 72 ساعة على الممر الحدودي دون أكل أو غطاء أو شراب في درجة حرارة منخفضة جداً ودون تقديم أي دعم لهم حتى ينظر في عبورهم إلى أوروبا بينما كانت الأولوية للأوكرانيين. 

على الحدود..

على الحدود وثق بعض المهاجرين العرب شهاداتهم وهم يحاولون الخروج من أوكرانيا على الحدود، قالوا إنهم يعانون من عنصرية كبيرة بسبب لون بشرتهم، وتعرضوا لمعاملة سيئة وصلت لدرجة وصفهم بـ"العبيد"، بحسب شهادات عيان.

يحاول الكثيرون الهروب من أوكرانيا، ويستخدمون الطرق البرية للوصول إلى حدود الدول المجاورة، مثل بولندا، سلوفاكيا، المجر، رومانيا ومولدوفا.

لا يقتصر الهاربون على الأوكرانيين فقط، بل يحاول أجانب مقيمون في أوكرانيا الهرب أيضاً من البلاد، وبينهم مواطنون من دول إفريقية؛ أغلبهم من الطلاب.

طالب الكثير من الأفارقة بلادهم بإجلائهم من أوكرانيا، وحاولوا نشر مطالباتهم لإيصالها إلى مسؤولي بلادهم، كونهم حاولوا الهرب من القصف الروسي عبر اللجوء إلى المناطق الحدودية بطرق دفعت بعضهم للسير مسافة 20 كيلومتراً إلى الحدود، وأنهم اضطروا للانتظار عشرات الساعات وسط فوضى عارمة ورفض مرورهم إلى أوروبا إلا بعد صعوبات شديدة.

في السياق قالت لاجئة حاولت العبور إلى الحدود الرومانية من مدينة دنيبرو الأوكرانية، في بث مباشر لها على إنستغرام، إنها تعرضت للكثير من التمييز والعنصرية، حتى في أثناء التفتيش على الجوازات، حيث كان الأفارقة آخر من يأتي عليهم الدور لا سيما أنها انتظرت 48 ساعة في برد قارس وتعرضت لعنصرية شديدة على الحدود، حتى من قبل الأطفال، وأحدهم قال لها: "عودوا إلى بلادكم أيها الأفارقة فأنتم لا تصلحون إلا أن تكونوا عبيداً".

لم تكن هذه المشاهد وحدها على الحدود البرية هي التي وثقت حالات عنصرية ضد لاجئين أجانب ومهاجرين، إذ انتشرت الكثير من الفيديوهات توثق منع الأوكرانيين للمهاجرين من الركوب في الحافلات والقطارات بدعوى أن الأولوية للنساء والأطفال رغم أن الأطفال الأفارقة والأجانب بشكل عام من غير الجنسية الأوكرانية لم يسمح لنسائهم بالعبور أيضاً.

تحميل المزيد