قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 10 مارس/آذار 2022، إنه من المحتمل أن تكون جائحة كوفيد-19 قد حصدت أرواح 18.2 مليون شخص حول العالم، أي أكثر من الأرقام الرسمية المعلنة لحصيلة وفيات كورونا بثلاثة أضعاف، وفقاً لدراسةٍ جديدة.
حيث إن الرقم الأعلى يُمثل تقديراً أفضل لعدد الضحايا الحقيقي حول العالم بنهاية عام 2021، وفقاً للتحليل الذي أجراه ائتلاف من باحثي الصحة ونشرته دورية Lancet العلمية.
عدد وفيات إضافي لضحايا كورونا
حيث استند الباحثون في حساباتهم إلى عدد "الوفيات الإضافية" التي يعتقدون أنها كانت مرتبطةً بالجائحة بشكلٍ مباشر أو غير مباشر. ويجري حسابها بالنظر إلى الفارق بين أعداد الوفيات المسجلة لجميع الأسباب وعدد الوفيات المتوقع بناءً على الأنماط السابقة.
إذ قال الباحثون الذين عملوا تحت قيادة الدكتور هايدونغ وانغ، الأستاذ المساعد في علوم المقاييس الصحية بجامعة واشنطن: "تشير تقديراتنا لمعدلات الوفيات الإضافية إلى أن تأثير جائحة كوفيد-19 على معدلات الوفيات كان أكثر تدميراً من الوضع الذي وثقته الإحصاءات الرسمية. ولا تقدم الإحصاءات الرسمية المرتبطة بوفيات كوفيد-19 سوى صورةٍ جزئية لعبء الجائحة وتأثيرها الحقيقي على معدلات الوفاة".
قالوا كذلك: "تُشير حصيلة الوفيات الرسمية لكوفيد-19 إلى أن الأعداد وصلت لـ5.9 مليون بين الأول من يناير/كانون الثاني 2020 والـ31 من ديسمبر/كانون الأول 2021. لكن الدراسة الجديدة تقدّر وقوع 18.2 مليون حالة وفاة إضافية في الفترة نفسها، مما يُشير إلى أنّ التأثير الكامل للجائحة ربما يكون أكبر".
في السياق ذاته اعتمدت الأبحاث على ما يقول وانغ وزملاؤه إنها أول تقديرات مراجعة من الأقران للوفيات الإضافية نتيجة الجائحة داخل 191 دولةً ومقاطعة.
معدلات عالية من الضحايا
كانت الأبحاث السابقة من السويد وهولندا قد توصّلت إلى أن جائحة كوفيد-19 كانت سبباً مباشراً لغالبية الوفيات الإضافية التي وقعت هناك.
كذلك، فإذا ثبتت صحة هذه التقديرات، فإن "نسبة الوفيات الإضافية العالمية من مختلف الأعمار نتيجة كوفيد-19 ستصل حينها إلى 120.2 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص من السكان، بينما شهدت سنة 2021، معدلات تصل إلى 300 حالة وفاة لكل ألف شخص من السكان".
في حين أنه وعالمياً، سجّلت مناطق جنوب آسيا (5.3 مليون)، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا (1.7 مليون)، وأوروبا الشرقية (1.4) أكبر أعداد الوفيات الإضافية.
أما من ناحية أرقام الدول، فقد سجلت الهند (4.07 مليون) وفاة إضافية نتيجة كوفيد-19 أكثر من أي مكانٍ آخر، بحسب النتائج. وتليها الولايات المتحدة (1.13 مليون)، ثم روسيا (1.07 مليون)، والمكسيك (798.000)، والبرازيل (792.000)، وإندونيسيا (736.000)، وباكستان (664.000).
في حين قدّر التقرير أن وفيات كوفيد الإضافية بالمملكة المتحدة كانت أقرب للعدد المبلَّغ عنه والذي يقدر بـ173.000 حالة وفاة.
بينما جاء ترتيب أعلى خمس دول من حيث نسبة الوفيات الإضافية لكل 100.000، على النحو التالي: بوليفيا (734.9)، تليها بلغاريا (647.3)، ثم إسواتيني (634.9)، ثم مقدونيا الشمالية (583.6)، وليسوتو (562.9).
صعوبة في إجراء الاختبارات
في سياق متصل قال الباحثون إنّ الفارق بين الأرقام الرسمية لوفيات كوفيد وتقديرات الباحثين يرجع في الأغلب إلى صعوبة إجراء الاختبارات، أو التحديات التي تواجه الإبلاغ عن هذه الوفيات، أو العجز عن الوصول إلى الرعاية الصحية، بسبب تعطيل الجائحة للخدمات. كما تتسع الفجوة إلى أكبر مستوياتها في مناطق جنوب آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء تحديداً.
في الوقت نفسه فقد طوّر الباحثون نموذجاً إحصائياً لقياس الوفيات الإضافية في البلدان التي لا تتوافر بها بيانات عن جميع أسباب الوفيات، مما وصل بهم إلى رقم 18.2 مليون وفاة. كما قرروا استثناء الأسابيع التي شهدت موجاتٍ حارة؛ لعدم التأثير على الأرقام.
بينما قال وانغ: "خرجنا من دراستنا بنتيجةٍ رئيسية تقول إن التأثير الإجمالي للجائحة على أعداد الوفيات يفوق إحصائيات وفيات كوفيد-19 المسجلة بكثير. ولم يكن تحليلنا سينجح بدون بيانات الوفيات لجميع الأسباب بالأسبوع/الشهر، والتي حصلنا عليها من العديد من الدول. إذ تُعَدُّ هذه البيانات حاسمةً في تقييم عبء المرض وحالة صحة السكان في أي بلد".