أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة 11 مارس/آذار 2022 ترحيبه بالمتطوعين الأجانب بالقتال إلى جانب جيشه ضد كييف، فيما قال وزير دفاعه إن 16 ألف متطوع في الشرق الأوسط مستعدون للقتال مع موسكو في أوكرانيا.
كما وافق الرئيس الروسي، وذلك خلال اجتماعه بمجلس الأمن القومي الروسي الجمعة، على مقترح لوزير الدفاع يقضي بنقل الأسلحة الغربية التي أرسلت لكييف وسيطرت عليها القوات الروسية إلى عناصر الانفاصاليين في دونباس شرق أوكرانيا.
وتشمل المعدات التي ينوي بوتين نقلها إلى دونباس أنظمة مضادة للدبابات أمريكية الصنع مثل جافلين وستينجر.
مقاتلون أجانب على الطرف الآخر
كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد وقَّع مرسوماً رئاسياً يسمح للمتطوعين الأجانب الراغبين في دعم أوكرانيا ضد الهجوم الروسي بدخول البلاد دون تأشيرة، كما وعدت كييف بمنح من يريد منهم الجنسية الأوكرانية.
فيما أعربت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس عن دعمها الدعوات لتوجه الراغبين بالقتال إلى أوكرانيا، حيث أعادت الوزيرة تغريدة على تويتر لنظيرها الأوكراني، دميترو كوليبا، جاء فيها: "الأجانب الراغبون في الدفاع عن أوكرانيا والنظام العالمي كجزء من الفيلق الدولي للدفاع الإقليمي لأوكرانيا، أدعوكم للاتصال بالبعثات الدبلوماسية الأجنبية لأوكرانيا في بلدانكم".
زيلينسكي ناشد منذ 27 فبراير/شباط 2022 جميع مواطني العالم وأصدقاء أوكرانيا المشاركة في الدفاع عن أوكرانيا وأوروبا ضد ما قال إنه "العدوان الروسي"، وأشار إلى أن بلاده ستنشئ فيلقاً "دولياً" أجنبياً للمتطوعين من الخارج.
بحسب ما رصدت وكالة الأناضول، فإن مئات المقاتلين الأجانب قد اجتازوا حدود أوكرانيا للقتال إلى جانب جيشها ضد الهجوم الروسي.
خسائر كبيرة في أوكرانيا
جاء إعلان الرئيس الروسي توسيع عمليات بلاده ضد كييف في الوقت الذي كشف المستشار الاقتصادي للرئيس الأوكراني، أوليغ أوستينكو، أن خسائر بلاده بسبب الهجوم الروسي بلغت 100 مليار دولار "ما يعادل نصف الناتج المحلي لأوكرانيا".
وعلى الصعيد الإنساني بلغ عدد اللاجئين الأوكرانيين الفارين من الهجوم الروسي على بلادهم إلى 2.3 مليون شخص في غضون أقل من 3 أسابيع فقط، وفق تقديرات للأمم المتحدة.
في العاصمة الأوكرانية كييف وحدها، كشف عمدتها فيتالي كليتشكو، الخميس 10 مارس/آذار 2022، أن "قرابة مليوني شخص غادروا كييف" وأن هذا العدد يمثل نصف سكان المدينة، على حد تعبيره، مشيراً إلى وجود أقل من مليوني نسمة، الآن في كييف.
كما أشار كليتشكو إلى إجلاء أكثر من عشرة آلاف شخص من القرى والمدن المحيطة بكييف، الأربعاء 9 مارس/آذار.
استمرار تدفق المدنيين من شتى المناطق الأوكرانية لا سيما التي يحتدم فيها الصراع يأتي مع صعوبة في تطبيق وقف مؤقت لإطلاق النار أو فتح ممرات إنسانية، مما ينذر بارتفاع هذا العدد خلال الأيام القادمة في ظل استمرار الهجوم وتصعيده.
دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية أسبوعها الثالث؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسك طرفي النزاع بموقفهما وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.