حرب أخرى خفية تدور بين أوكرانيا وروسيا! هكذا تتصدى كييف للمخترقين الروس من بلدة صغيرة، وهذا سر صمودها

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/11 الساعة 10:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/11 الساعة 10:56 بتوقيت غرينتش
هجمات إلكترونية/صورة تعبيرية_istock

على وقع الحرب الروسية على أوكرانيا تصاعدت المخاوف من اندلاع حرب سيبرانية مدمرة وغير مسبوقة بين الطرفين، إذ يراقب الخبراء في كلا البلدين عن كثب التطورات، خوفاً من أن تنتقل الحرب من الميدان إلى الإنترنت، مهددة بحدوث خسائر كارثية كبيرة في البنية التحتية.

في أوكرانيا وفي بلدة صغيرة بها، احتشد ضباط المخابرات حول مجموعة من الشاشات، تومض عليها نقاط تشير للأعمال الداخلية لمواقع الحكومة الروسية، وتُرفَع ملفات وتُحمَل أخرى بينما يبحث المخترقون عن نقطة ضعف.

هذا هو المقر السري الجديد لمفرزة إلكترونية تابعة لجهاز أمن الدولة الأوكراني، "وحدة أمن الدولة"، التي أُجلِيَت من كييف تحت النيران الكثيفة في الأسبوع الماضي، حيث استهدفت الصواريخ الروسية مكاتبها في العاصمة، ويستمر نقل أجهزة الحواسيب إلى ذلك المقر بعد استردادها على عجل من المقر السابق.

أوكرانيا روسيا هجمات ألكترونية
قوات أوكرانية بالقرب من الحدود مع روسيا، أرشيفية/ رويترز

عقيد الوحدة قال لصحيفة The Times البريطانية: "هذا هو عملي"، بينما يطلعها على قائمة تضم 81 ضابطاً روسياً مزعوماً من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي المُكلَّفين بشن حرب إلكترونية على أوكرانيا، وأرقام جوازات السفر والصور الرسمية لهم، ومُرفَق بكل منها اسم الضابط ورتبته وقطاعه. وبعضٌ من هؤلاء الضباط الروس، مثل الجنرال سيرجي بيسيدا، معروفون بالفعل.

وكان المحللون في حيرة من أمرهم من فشل هؤلاء المحاربين الإلكترونيين الروس في تفكيك التكنولوجيا وراء البنية التحتية لأوكرانيا، لا سيما في ضوء الهجوم القوي على شبكة الكهرباء في البلاد في عام 2015 والاستيلاء العدائي على مواقع الوزارة في يناير/كانون الثاني، قبل خمسة أسابيع من الهجوم في الشهر الماضي.

تكمن الإجابة، أو على الأقل جزء منها في أنَّ الغرب عزز دعمه لدفاعات البلاد، مع تحذير المخابرات الأمريكية من أنَّ الهجوم بات وشيكاً. 

وفي أكتوبر/تشرين الأول، أرسلت الولايات المتحدة جنوداً من القيادة الإلكترونية للجيش والمتعاقدين في وادي السيليكون الخاصين إلى أوكرانيا للمساعدة في تطهير المشهد الرقمي الذي يدعم البنية التحتية للبلاد بحثاً عن البرامج الضارة وإزالتها، وفقاً لتقرير في صحيفة Financial Times.

وتعزيزاً للجهود المبذولة لزيادة تأمين المساحة الرقمية في أوكرانيا ضد الهجمات، عمل الأمريكيون بسرعة على تعقب البرامج الضارة النائمة التي زُرِعَت منذ وقت طويل وقادرة على إحداث فوضى بمجرد تفعيلها.

وقال العقيد في وحدة أمن الدولة الأوكرانية لصحيفة The Times: "هذه حقيقة. كانوا في نفس المبنى معي؛ لقد عملوا مع وحدة الإنترنت التابعة لقسمنا لبضعة أشهر، وكانت آخر مرة رأيتهم فيها ربما في شهر يناير/كانون الثاني".

فيما كان الروس قد استهدفوا أهدافاً مدنية وعسكرية. وكان من بينها خطوط السكك الحديدية، حيث عثر الفريق الأمريكي على "برامج خبيثة ماسحة" التي كان من الممكن أن تقضي على شبكة الإنترنت بالكامل التي تستخدمها خطوط السكك الحديدية وإزالتها ببضع ضغطات على المفاتيح.

روسيا أوكرانيا قرصنة
مجموعة قرصنة عالمية تهاجم روسيا/istock

إضافة إلى ذلك، سعت الشركات الخاصة، مثل Microsoft، التي تزود أوكرانيا بالبرامج، إلى إحباط جهود الكرملين الأخرى. ولأنها تدرك كيفية انتشار برامج الفدية السابقة، مثل "بيتيا"، التي استخدمت في هجمات 2017 التي ضربت هيئة الخدمات الوطنية الصحية البريطانية، بسرعة خارج الحدود، قالت شركة التكنولوجيا العملاقة إنها أنشأت مركزاً معلوماتياً للمساعدة في مواجهة هذا التهديد.

كتب براد سميث، رئيس شركة Microsoft، في مدونة على موقع 28 فبراير/شباط، بعد ثلاثة أيام من بدء الهجوم: "ما زلنا قلقين تحديداً بشأن الهجمات الإلكترونية الأخيرة على الأهداف الرقمية المدنية الأوكرانية، بما في ذلك قطاعات المالية والزراعة وخدمات الاستجابة للطوارئ وجهود المساعدات الإنسانية، ومؤسسات ومنظمات قطاع الطاقة".

ومع ذلك، قال العقيد في إدارة أمن الدولة إنه لا ينبغي للشركات العسكرية والتكنولوجية الأمريكية أن تأخذ كل الفضل. فقد ازدهر قطاع تكنولوجيا المعلومات الأوكراني منذ عام 2014، وقد حفز هجوم موسكو جيلاً من الأوكرانيين البارعين في مجال التكنولوجيا للقتال من أجل بلدهم.

وتعمل وحدة العقيد والمتطوعون الأوكرانيون على مدار الساعة لتعطيل فِرَق الحرب الإلكترونية في الكرملين وشن هجوم مضاد لإبقائهم في وضع دفاعي. وقال إنَّ فريقه شن هجوماً في 24 فبراير/شباط، في نفس اليوم الذي بدأت فيه العملية العسكرية، على شركة Systematics Consulting، وهي شركة تقدم خدمات للدولة الروسية.