رفضت دول الاتحاد الأوروبي، الخميس 10 مارس/آذار 2022، ضم أوكرانيا بعد أن اجتمع زعماؤه للاتفاق على رد مشترك إزاء الحرب الروسية، في ظل اختلاف وجهات نظرهم بشأن العقوبات الاقتصادية على روسيا، فيما لم تتفق دول الاتحاد على ضم كييف السريع إلى التكتل الأوروبي.
رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قالت في سياق إظهار تعاطفها ودعمها المعنوي لكييف: "نريد أوكرانيا حرة وديمقراطية نتقاسم معها مصيراً مشتركاً".
لكن قادة آخرين أوضحوا أنه لن يُسمح لأوكرانيا بالانضمام إلى تكتلهم الثري سريعاً، وهو مسعى رئيسي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ويحظى ببعض الدعم من جيران أوكرانيا في الجناح الشرقي للاتحاد الأوروبي.
فيما قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته المعارض الرئيسي لتوسيع الاتحاد الأوروبي: "لا يوجد مسار سريع لهذه العملية".
أما المستشار الألماني أولاف شولتس فقال إن على الاتحاد الأوروبي أن يعمق شراكته مع أوكرانيا بدلاً من الحديث عن انضمامها لعضويته، وهو أمر يتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 27.
كما لم يعلق شولتس على ما إذا كان يتعين على التكتل حظر واردات النفط الروسية، وهو إجراء يتطلب أيضاً موافقة جميع الأعضاء، لكن برلين استبعدت اللجوء إليه حتى الآن، وتورد روسيا نحو ثلث احتياجات ألمانيا من الغاز والنفط.
لكن رئيس وزراء لاتفيا كريجانيس كارينش أيد فرض عقوبات أكثر صرامة؛ إذ قال للصحفيين: "يجب أن نضع حداً لهذا الوضع. أوكرانيا تحارب معركتنا… يجب أن نساعدها بكل وسيلة ممكنة"، وتابع قائلاً: "فيما يخص العقوبات، يجب أن نذهب إلى مدى أبعد بكثير وبسرعة أكبر".
وتدعم دول شيوعية سابقة، مثل بولندا، بقوة طلب أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن دولاً أخرى مثل فرنسا ما زالت مترددة في تعليق الإجراءات المطولة المعتادة للانضمام للاتحاد، وأخذت كرواتيا، أحدث عضو في الاتحاد الأوروبي، عشر سنوات للانضمام.
ولأوكرانيا بالفعل اتفاقيات للتجارة الحرة وعلاقات سياسية واقتصادية أوثق مع الاتحاد الأوروبي.
وقال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد سينظر في ضم أوكرانيا إلى برنامج للتبادل الطلابي، ودعوتها بشكل أكثر انتظاماً إلى الاجتماعات الوزارية بمجرد انتهاء الأزمة، وأضاف الدبلوماسي: "هذه طريقتنا في الاستجابة لهم ومنحهم الدعم المعنوي لإظهار أنهم جزء من الأسرة الأوروبية".
ويأتي هذا بعد أن أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في اليوم الخامس للعملية العسكرية الروسية ببلاده٫ أنه وقّع على طلب انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال أندريه سيبيها، رئيس مكتب زيلنسكي، في تغريدة على تويتر، إن الرئيس الأوكراني "وقع للتو وثيقة تاريخية- وثيقة طلب أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي".
الهجوم الروسي على أوكرانيا
يأتي هذا في وقت تشن فيه روسيا حرباً على جارتها الأصغر منذ 24 فبراير/شباط، عندما هاجمتها من البر والبحر والجو للإطاحة بحكومتها الموالية للغرب، في محاولة لإفشال محاولة الجمهورية السوفييتية السابقة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وأدى القتال إلى فرار أكثر من مليوني لاجئ إلى الاتحاد الأوروبي الذي فرض من جهته عقوبات غير مسبوقة على روسيا، وقدم دعماً سياسياً وإنسانياً لأوكرانيا، بالإضافة إلى بعض إمدادات الأسلحة.
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
وكانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".