قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة 11 مارس/آذار 2022، إن الولايات المتحدة ستلغي وضع "العلاقات التجارية الطبيعية الدائمة" مع روسيا؛ لمعاقبة موسكو على غزو أوكرانيا.
إذ إن هذا التغير، الذي قال بايدن إنه اتُّخذ بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة، سوف يمهد الطريق أمام الولايات المتحدة لفرض رسوم على قطاع عريض من السلع الروسية ويزيد الضغط على اقتصاد يقف على حافة ركود شديد.
حرب عالمية ثالثة بين روسيا والناتو!
كذلك، قال بايدن في كلمة متلفزة له، إن المواجهة المباشرة بين "الناتو" وروسيا سوف تقود إلى حرب عالمية ثالثة وهو ما تعمل واشنطن على تفاديه، مضيفاً: "لن نسمح لبوتين بتقرير مصير العالم عبر الحرب، ونحرص على إمداد أوكرانيا بالأسلحة".
في السياق ذاته قال بايدن إن روسيا "سوف تدفع ثمناً باهظاً إذا استخدمت أسلحة كيماوية" في أوكرانيا.
يأتي قرار أمريكا الجديد الخاص بالعلاقات التجارية الطبيعية مع روسيا كجزء من سياسة العقوبات التي بدأتها أمريكا منذ فترة بسبب الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، ويأتي كذلك بعد أيام قليلة من كشف موقع شبكة CBS الأمريكية، الثلاثاء 8 مارس/آذار 2022، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن حظراً أمريكياً على واردات النفط والغاز الروسي، بسبب غزو موسكو لأوكرانيا، مستهدفاً مصدر الدخل الرئيسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع استمرار القوات الروسية في قصف المدن الأوكرانية.
حيث قال الرئيس الأمريكي: "أعلن أن الولايات المتحدة تستهدف الشريان الرئيسي للاقتصاد الروسي"، مضيفاً: "نحن نحظر جميع واردات النفط والغاز الروسيَّين. وهذا يعني أنه لن يتم قبول النفط الروسي في موانئ الولايات المتحدة، وسوف يوجه الشعب الأمريكي ضربة قوية أخرى لآلة بوتين الحربية".
عقوبات تطال النفط والفحم الروسيَّين
من ناحية أخرى، قالت مصادر لشبكة "سي بي إس نيوز" قبل الإعلان، إن الحظر ينطبق أيضاً على الفحم الروسي. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الغاز إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في أعقاب الغزو الروسي، على الرغم من الجهود الأمريكية للإفراج عن احتياطيات النفط وزيادة المعروض.
في السياق ذاته قال بايدن إن القرار اتُّخذ بالتشاور الوثيق مع الحلفاء والشركاء في أوروبا، لكنه أقر بأن بعض الحلفاء "قد لا يكونون في وضع يسمح لهم بالانضمام إلينا".
فيما قالت المملكة المتحدة إنها ستبدأ في التخلص التدريجي من استيراد النفط والمنتجات النفطية الروسية، بهدف إزالتها من الأسواق البريطانية بحلول نهاية عام 2022. وقال مسؤول فرنسي إن الاتحاد الأوروبي، الذي يعتمد بشكل أكبر على الطاقة الروسية، لا يتوقع أن ينضم إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
دعم مالي من أوروبا لأوكرانيا
تزامنت تصريحات بايدن بخصوص الحرب في أوكرانيا مع ما ذهبت إليه المفوضية الأوروبية، الجمعة، من إقرار تقديم 300 مليون يورو (330 مليون دولار) مساعدات طارئة لأوكرانيا بهدف دعم استقرار الاقتصاد الكلي في البلاد وسط التدخل العسكري الروسي.
حيث قالت مفوضية الاتحاد الأوروبي، في بيان: "هذا هو الجزء الأول من الدفعة الأولى البالغة 600 مليون يورو (660 مليون دولار)، في إطار برنامج المساعدة المالية الطارئة الجديدة لأوكرانيا بقيمة 1.2 مليار يورو".
كذلك، من المتوقع أن يتم دفع مبلغ إضافيٍّ قدره 300 مليون يورو الأسبوع المقبل، بينما سيتم صرف الأموال المتبقية في وقت لاحق من العام الجاري، بحسب المصدر نفسه.
كما أنه ومنذ عام 2014، خصص الاتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية الأوروبية أكثر من 17 مليار يورو في شكل مِنح وقروض لأوكرانيا، وفقاً للبيان الذي أكد أن "الاتحاد الأوروبي يعمل على جميع الجبهات لدعم أوكرانيا بالمساعدات الإنسانية والحماية المدنية".
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية بأوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.