كشف دبلوماسيون أن الأطراف التي تحاول إحياء الاتفاق النووي الإيراني عكفت، الأربعاء 9 مارس/آذار 2022، على البحث عن حل سريع للمطالب التي تقدمت بها روسيا في اللحظات الأخيرة، والتي قالوا إنها تهدد بإفشال المفاوضات، لكن الولايات المتحدة لا تريد فيما يبدو، التواصل مع موسكو بشأن هذه المسألة.
كانت روسيا قد طلبت، السبت 6 مارس/آذار الجاري، من الولايات المتحدة تقديم ضمانات مكتوبة بأن العقوبات التي فُرضت عليها بسبب غزوها لأوكرانيا لن تضر بتجارتها مع طهران. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن العقوبات الغربية على موسكو أصبحت حجر عثرة أمام الاتفاق النووي.
تحذيرات غربية لموسكو
على أثر ذلك، حذَّرت القوى الغربية روسيا، الثلاثاء، من تخريب اتفاق شبه مكتمل لمعاودة امتثال الولايات المتحدة وإيران للاتفاق النووي المبرم عام 2015. وعاد كبير المفاوضين الإيرانيين إلى فيينا، الأربعاء، بعد إجراء مشاورات في طهران.
في حين وصلت المحادثات، التي استمرت 11 شهراً لاستئناف العمل بالاتفاق الذي رفع العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، إلى مراحلها النهائية، حيث أكد العديد من الدبلوماسيين أن توافقاً تم الآن على بنود الاتفاق النووي على نطاق واسع.
لكن بمجرد حل نقاط الخلاف النهائية، سارعت روسيا بوضع حجر عثرة جديد من خلال المطالبة بضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة بأن العقوبات الغربية التي تستهدف موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، لن تؤثر على تجارتها مع إيران، طبقاً لما أوردته وكالة رويترز.
من جهتها، قالت السفارة الروسية في إيران على "تويتر"، في استعراضها لملخص مؤتمر صحفي عقده السفير في طهران، ليفان دزاجاريان، إن "المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مع إيران يجب أن تأخذ في الاعتبار المصالح المشروعة لروسيا في تنفيذ أنشطة التعاون الشامل مع إيران".
المرحلة الأخيرة للماراثون الدبلوماسي
بدوره، أعاد مبعوث روسيا الرئيسي للمحادثات، ميخائيل أوليانوف، نشر التغريدة. والتقى مبعوثَ الاتحاد الأوروبي الذي ينسق المحادثات، مساء الثلاثاء، ومرة أخرى الأربعاء.
أوليانوف قال على "تويتر": "اجتماع آخر مع منسق الاتحاد الأوروبي في محادثات فيينا السيد إنريكي مورا في المرحلة الأخيرة من الماراثون الدبلوماسي نحو معاودة العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى الاتفاق النووي.
في المقابل، اتهمت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند روسيا، الثلاثاء، بالسعي لجني مكاسب إضافية من مشاركتها في جهود إحياء الاتفاق النووي، لكنها قالت إن واشنطن لن تلعب لعبة "دعونا نعقد صفقة".
كما أشار دبلوماسي غربي إلى أن ماهية مطالب موسكو بالتحديد لاتزال غير واضحة، لكنها تبدو أكبر من التزاماتها النووية لإحياء الاتفاق.
ضمانات شاملة
في هذا الإطار، أوضح دبلوماسي أوروبي أن روسيا تطالب بضمانات شاملة بشأن التجارة بين موسكو وطهران.
فيما قال الدبلوماسيان إنه بات من غير المرجح الآن أن تنتهي المحادثات هذا الأسبوع.
في غضون ذلك، قطع مورا اجتماعاته غير الرسمية، الإثنين 7 مارس/آذار 2022، وقال إن الوقت قد حان لاتخاذ قرارات سياسية لإنهاء المفاوضات.
كان المفاوضون الأوروبيون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا قد غادروا مقر المحادثات مؤقتاً، لأنهم يعتقدون أنهم بلغوا أقصى نقطة يمكن أن يصلوا إليها في المفاوضات، وأن الأمر متروك الآن للولايات المتحدة وإيران للاتفاق على القضايا المعلقة.
كذلك، عاد كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، إلى طهران بشكل مفاجئ، بعد أن حدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مطالب موسكو الجديدة. وقال وزير الخارجية الإيراني في ذلك الوقت، إن طهران لن تسمح بتعرُّض مصالحها للضرر من قِبل "عناصر أجنبية".
ونوهت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، الإثنين، إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها "يقتربون" من عقد اتفاق نووي مع إيران، لكن "العناصر المهمة" لا تزال بحاجة إلى اتخاذ قرارات بشأنها.