حذّرت روسيا الغربَ، الأربعاء 9 مارس/آذار 2022، من أنها تعكف على تجهيز ردٍّ واسع النطاق على العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على موسكو بسبب الحرب على أوكرانيا، وقالت إنه سيكون سريعاً ومؤثراً، وينال من معظم القطاعات المهمة.
إذ نقلت وكالة الإعلام الروسية عن دميتري بيريتشيفسكي، مدير إدارة التعاون الاقتصادي بوزارة الخارجية قوله إن "رد فعل روسيا سيكون سريعاً ومدروساً وملموساً".
يأتي ذلك بعد أن فرضت الدول الغربية حزمة من العقوبات، بلغت ذروتها الثلاثاء 8 مارس/آذار، عندما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الحظر على النفط والغاز الطبيعي الروسيين.
الحد من استخدام الدولار
كما قال المسؤول الروسي إنه في ضوء تشديد العقوبات تعمل روسيا على الحد من استخدام الدولار في احتياطيات النقد الأجنبي والتسويات الخارجية، والتحول إلى أسواق رأس المال غير الغربية، وكذلك بذل جهود لحماية المشاريع الاستثمارية من التأثير السلبي الخارجي.
أضاف بيريتشيفسكي: "الاقتصاد الروسي يكاد يكون دائم الوجود في ظروف تزداد فيها مخاطر العقوبات. ننطلق من حقيقة أن السوق المحلي والعلاقات الاقتصادية الخارجية للبلاد تتكيف تدريجياً مع الظروف المتغيرة. ولدينا هامش الأمان اللازم لإجراء التحول المناسب، لنموذج التنمية الاقتصادية وتعديل السياسة المالية".
وفقاً للمسؤول الروسي فإن موسكو "ظلت منذ فترة طويلة تقيّم مخاطر تصعيد العقوبات من الغرب، وتعتمد فقط على نقاط قوتها وقدراتها".
فيما وقَّع الرئيس فلاديمير بوتين، في وقت سابق، مرسوماً بشأن تطبيق تدابير اقتصادية خاصة في مجال النشاط الاقتصادي الأجنبي، من أجل ضمان أمن روسيا.
حسب وكالة "سبوتنيك" الروسية، فقد أوعز بوتين بضمان حظر تصدير واستيراد المنتجات والمواد الخام إلى موسكو في عام 2022، وفقاً للقوائم التي يحددها مجلس الوزراء.
كما أكد بوتين أن الحظر المفروض على التصدير والاستيراد إلى روسيا لن يؤثر على المنتجات والمواد الخام التي ينقلها المواطنون لاحتياجاتهم الشخصية.
روسيا أكثر دولة معاقبة
أصبحت روسيا أكثر دولة معاقبة في العالم، متجاوزة خلال 10 أيام كلاً من إيران وسوريا، وذلك جراء العقوبات المتتالية التي فرضتها القوى الغربية الكبرى بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وفق ما ذكرته وكالة "Bloomberg" الأمريكية، الإثنين 7 مارس/آذار.
الوكالة الأمريكية أوضحت استناداً على إحصائيات موقع عالمي متخصص في تتبع العقوبات، أن واشنطن وحلفاءها فرضوا 2778 عقوبة جديدة على روسيا بعد هجومها على أوكرانيا، ليرتفع عدد العقوبات عليها إلى أكثر من 5553.
بهذه العقوبات تجاوزت روسيا، أكبر دول العالم مساحة، وثاني أكبر قوة عسكرية، كلاً من إيران (3616 عقوبة)، وسوريا (2608)، وكوريا الشمالية (2077)، لتصبح أكثر دول العالم التي فُرضت عليها عقوبات.
إذ فرضت القوى الغربية على طهران 3616 عقوبة خلال السنوات العشر الأخيرة، بسبب برنامجها النووي، وبسبب اتهامات لها برعاية "الإرهاب"، وفق ما ذكرته وكالة "بلومبرغ" الأمريكية.
فيما أدَّت حزمة العقوبات المتتالية وغير المسبوقة على موسكو إلى إعلان كبريات الشركات الغربية في مختلف القطاعات سحب أو تعليق استثماراتها أو خدماتها في روسيا، وذلك خوفاً من تعرُّض أنشطتها للعقوبات الغربية، أو بناء على قرار من تلك الشركات لزيادة الضغط على موسكو.