“عدو” لم يُحسب حسابه قادم من القطب الشمالي.. برد قارس سيصل أوكرانيا، وجنود روسيا أمام خيارين صعبين

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/09 الساعة 16:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/09 الساعة 16:20 بتوقيت غرينتش
برد قارس تنتظره أوكرانيا وقد يؤثر على الهجوم الروسي - رويترز

توقع خبراء عسكريون أن تؤثر رياح من القطب الشمالي على حركة القوات الروسية في أوكرانيا، وأنها قد تزيد مهمتهم العسكرية مشقةً وبطئاً، مع اقتراب موجة برد قارس من البلاد، مشيرين أن البرد سيجعل الجنود الروس مجبرين إما على ترك مركباتهم بحثاً عن التدفئة، وإما المكوث في "ثلاجات من حديد وزنها 40 طناً".

صحيفة The Times البريطانية، قالت الأربعاء 9 مارس/آذار 2022، إن توقعات الأرصاد الجوية تشير إلى أن هواء القطب الشمالي الذي يتحرك عبر روسيا وأوكرانيا على وشك الاجتماع مع رياح باردة آتية من الشرق.

لذلك من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة انخفاضاً حاداً بعدها إلى ما يصل إلى 10 درجات مئوية تحت الصفر في مناطق كييف، ومدينة خاركيف في شمال أوكرانيا، وتحاول القوات الروسية في الوقت الحالي التقدم نحو عاصمة أوكرانيا كييف.

كذلك حذرت التوقعات من أن برودة الرياح الشديدة قد تجعل درجة الشعور بالبرودة تصل إلى ما دون 20 درجة مئوية تحت الصفر.

يزعم الخبراء أن هذا الانخفاض الحاد في درجات الحرارة قد يجعل الهجوم أشد مشقة على الروس، خاصة على أولئك العالقين في قافلة المركبات العسكرية الممتدة على مسافة 40 ميلاً (نحو 64 كيلومتراً) شمال العاصمة الأوكرانية. 

البرد القادم من القطب الشمالي سيُصعب مهمة القوات الروسية في أوكرانيا- Getty Images

الصحيفة البريطانية نقلت عن مصدر عسكري أوكراني قوله "إن تداعيات ذلك ستطال العالقين في القوافل العسكرية التي تتوقف مدداً طويلة، كما يتُوقع أن تشتد معاناة القوات الروسية المنتشرة على طول الطرق".

من جانبه، قال كيفين برايس، وهو رائد عسكري خدم في الجيش البريطاني 20 عاماً، إن "انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون 20 درجة مئوية تحت الصفر سيُضعف القوات الروسية  بلا شك".

برايس أضاف أنه "حتى وإن أدى هذا الانخفاض إلى تيسير التنقل في البلاد لقلة الطين في الطرق، فإن الروس ليسوا مستعدين للقتال في أجواء القطب الشمالي، كما أن هجوم تلك القوات على المناطق الحضرية دون عتاد من الملابس المناسبة سيكون شاقاً إلى درجة يصعب تصورها".

https://www.youtube.com/watch?v=ovsBG7ODg-8

إضافة إلى ذلك، فإن أي نقص في الوقود سيجعل الجنود غير قادرين على تشغيل محركات مركباتهم للتدفئة، ويقول برايس: "تخيل أن تمكث طوال الليل في ثلاجة من حديد وزنها 40 طناً"، كما أن درجات الحرارة شديدة الانخفاض ستُضعف أيضاً من أداء المركبات إذا لم تتوفر الزيوت ومواد التشحيم اللازمة.

لكن برايس، وإن كان يذهب إلى أن سوء الأحوال الجوية سينال من المعنويات الروسية، ويؤدي إلى خسائر في الأرواح مع اشتداد وطأة البرودة، فإنه يرى أنه "ليس بالعامل الحاسم، وإنما أمر طارئ لن يستحسنه القادة الروس".

من جانبه، يشير الخبير العسكري بن باري، وهو عميد سابق وزميل بارز حالياً في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، إلى أن برودة الطقس سيطال تأثيرها الأوكرانيين أيضاً. 

باري قال إن انخفاض درجات الحرارة "سيبطِّئ سريان الأمور، لكن هذا البطء ستلحق آثاره بالجانبين. ومن المتوقع أن تشتد المعاناة بسبب إصابات البرد، مثل قضمة الصقيع".

يُشار إلى أنه بالتزامن مع البرد القارس فر آلاف من اللاجئين الأوكرانيين إلى وسط وشرق أوروبا اليوم الأربعاء، 9 مارس/آذار، والعديد منهم ليس لديهم معارف أو أماكن محددة للذهاب إليها، في حين تجاهد الدول المضيفة لاستيعاب التدفقات.

تحميل المزيد