أفرجت فنزويلا، الثلاثاء 8 مارس/آذار 2022، عن مواطنَيْن أمريكيَّيْن على الأقل، كانا مسجونين مع مديرين تنفيذيين سابقين آخرين في سيتغو، الفرع الأمريكي لشركة النفط الوطنية الفنزويلية (بيديفيسا)، في خطوة تأتي عقب الزيارة المفاجئة التي قام بها وفد أمريكي إلى كراكاس في نهاية الأسبوع الماضي، في أول محادثات دبلوماسية بين البلدين منذ ما لا يقل عن ثلاث سنوات.
وأفادت صحيفة washington post الأمريكية، أن أحد الأمريكيين المحتجزين كان ضمن مجموعة من ستة مسؤولين نفطيين من شركة سيتجو الأمريكية لتكرير النفط، وتم القبض عليهم خلال رحلة عمل إلى كاراكاس في عام 2017، ووجهت إليهم فيما بعد تهم غسيل الأموال والاختلاس والابتزاز والمشاركة في الجريمة المنظمة، وأنكروا هذه المزاعم، فيما أكد محاموهم براءتهم.
وإطلاق سراح الأمريكيين الذي طال انتظاره يشير إلى تحسن محتمل في العلاقة بين إدارة بايدن ومادورو، أهم حليف لروسيا في أمريكا الجنوبية، ويأتي هذا التطور في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الأمريكية عزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد غزو أوكرانيا، وفقاً لما نشرته صحيفة washington post الأمريكية.
ويشار إلى أن القضية أسهمت في زيادة التوتر في العلاقات بين فنزويلا والولايات المتحدة، التي طالبت مراراً بإطلاق سراح هؤلاء المحتجزين.
وبحسب منظمة "فورو بينال" غير الحكومية المتخصصة في حقوق الإنسان والسجناء، فإنّ أفراد مجموعة "سيتغو 6" هم من بين 251 "سجيناً سياسياً" في فنزويلا.
لقاء نادر بين واشنطن وكراكاس
ويأتي الإفراج عن كارديناس غداة إعلان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بعد لقائه الوفد الأمريكي أنّه سيعيد تفعيل الحوار مع المعارضة.
ويمكن للإفراج عن كارديناس، الذي لم تتّضح في الحال ملابساته، أن يمثّل مؤشراً على بدء عودة الدفء إلى العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا.
وكان القضاء الفنزويلي أصدر، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بحقّ الرجال الستّة أحكاماً بالسجن لفترات تتراوح من 8 إلى 13 سنة بتهم فساد، لكنّهم وُضعوا، في أبريل/نيسان، تحت الإقامة الجبرية، في إجراء وُصف بأنه "بادرة" من حكومة نيكولاس مادورو تجاه الولايات المتّحدة.
لكنّ كراكاس أعادتهم إلى السجن، في 16 أكتوبر/تشرين الأول، بعد تسليم الرأس الأخضر إلى الولايات المتحدة، أليكس صعب، رجل الأعمال الكولومبي المقرّب من مادورو، والمطلوب للقضاء الأمريكي بتهم تبييض أموال.
النفط الفنزويلي على طاولة المفاوضات
يشار إلى أن إدارة بايدن طالبت فنزويلا بتوريد جزء من نفطها إلى الولايات المتحدة، كشرط لتخفيف العقوبات على كاراكاس، إذ أفادت مصادر لوكالة رويترز بأن واشنطن أبلغت كراكاس بأن أولويتها هي تأمين الإمدادات، في وقت تواصل فيه إدارة بايدن رحلتها في البحث عن بديل للنفط الروسي، الذي قامت بحظر توريده على وقع الحرب الأوكرانية.
وأضافت الوكالة أن مسؤولاً حكومياً أمريكياً كبيراً زار كاراكاس، عاصمة فنزويلا، والتقى بالرئيس مادورو وآخرين، كما استؤنفت المحادثات بين البلدين، التي كانت متوقفة منذ عدة سنوات، فيما لم تردّ وزارة الخارجية الأمريكية وشركة البترول الفنزويلية الحكومية على طلبات التعليق.
ويأتي لجوء أمريكا للنفط الفنزويلي، الذي حظرته إدارة ترامب عام 2019، في وقت تسعى فيه واشنطن لإيجاد بديل عن النفط الروسي وواردات الغاز، بعد أن أعلنت حظراً أمريكياً على واردات النفط والغاز الروسي بسبب غزو روسيا لأوكرانيا، مستهدفة مصدر الدخل الرئيسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع استمرار القوات الروسية في قصف المدن الأوكرانية.