قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء 8 مارس/آذار 2022، إن "الوعود" الغربية بشأن حماية أوكرانيا من الهجمات الروسية، لم يتم الإيفاء بها، وذلك في ظل رفض حلف الناتو والولايات المتحدة فرض حظر جوي عسكري على سماء أوكرانيا.
إذ سبق أن انتقد زيلينسكي، بشدة، الجمعة 4 مارس/آذار، حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بسبب رفضه طلب أوكرانيا بفرض حظر جوي كامل فوق أراضيها، في الوقت الذي تتعرض فيه البلاد لهجوم روسي واسع منذ أيام، ووصف قمة حلف "الناتو" التي انعقدت في بروكسل بأنها "ضعيفة ومشوَّشة".
انتقاد زيلينسكي للدول الغربية
زيلينسكي أوضح في مقطع فيديو نشر على تلغرام: "نحن نسمع وعوداً منذ 13 يوماً. يقولون لنا منذ 13 يوماً إنهم سيساعدوننا جوياً وأنه ستكون هناك طائرات وأنهم سيسلمونها إلينا".
كما تابع الرئيس الأوكراني: "لكن مسؤولية ذلك (سقوط ضحايا) تقع أيضاً على عاتق الذين لم يتمكنوا من اتخاذ قرار في الغرب لمدة 13 يوماً… على الذين لم يحموا الأجواء الأوكرانية من القتلة الروس".
خلال الساعات الماضية، قتل 21 شخصاً على الأقل، بينهم طفلان، في غارة جوية على مدينة سومي الواقعة على مسافة 350 كيلومتراً شرقي كييف، كما أعلن، الثلاثاء، جهاز الإسعاف الأوكراني.
فيما أوضح جهاز الإسعاف الذي وصل إلى مكان الحادث قرابة الساعة 11 ليلاً بالتوقيت المحلي على تلغرام أن "طائرات العدو هاجمت بشكل خبيث المباني السكنية".
بينما اتهم زيلينسكي، الإثنين 7 مارس/آذار، الجيش الروسي بإفشال إجلاء المدنيين عبر الممرات الإنسانية التي كان من المقرر إقامتها في البلاد بعد محادثات ثنائية.
قال زيلينسكي، في فيديو نشره عبر تطبيق تلغرام: "كان هناك اتفاق بشأن الممرات الإنسانية. هل يطبق ذلك؟ ما يطبق هو الدبابات الروسية، والغراد (راجمات الصواريخ) والألغام الروسية".
واشنطن تتفادى "حرباً عالمية"
فيما تسعى واشنطن التي تسلك طريقاً محفوفاً بالمخاطر، لتجنب اتخاذ أي خطوة من شأنها أن تتسبب في اندلاع حرب عالمية ثالثة، وهو ما تعكسه تصريحات المسؤولين الأمريكيين العلنية ومقابلات أجرتها وكالة الأنباء الفرنسية مع العديد من المسؤولين الذين طلبوا عدم كشف أسمائهم.
رأى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال جولة أوروبية، أن النزاع في أوكرانيا "قد لا ينتهي قريباً". وكانت الاستخبارات الأمريكية تخشى بالأساس هجوماً روسياً خاطفاً يؤدي إلى سقوط كييف خلال أيام قليلة.
غير أن البنتاغون سرعان ما رأى أن الجيش الروسي يسجل "تأخيراً"عن خطته الحربية بسبب مشكلات لوجستية و"مقاومة" أوكرانية "خلَّاقة" أكثر مما كانت موسكو تتصور.
بالطبع، يبدي العسكريون الأمريكيون تشاؤماً على المدى القريب، معتبرين أن الهجوم الروسي واسع النطاق ستكون له عواقب على الأرض في نهاية المطاف. وقال مسؤول في وزارة الدفاع إنه "ينبغي عدم التقليل" من شأن "قوة النار" الروسية.
كما حذر بلينكن بأن الوضع "سيتفاقم على الأرجح قبل أن يتحسّن"، لكنه رأى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "محكوم عليه بالهزيمة" في أوكرانيا.
يمضي المسؤولون الأمريكيون أبعد من ذلك في أحاديثهم الخاصة، فلا يترددون في التأكيد على أن بوتين خسر فعلاً، ويعملون على تكييف إستراتيجيتهم على هذا الأساس.