انتقدت إيران تصريحات روسية واصفةً إياها بغير البنّاءة، بعد أن أدخلت هذه التصريحات المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، بين إيران والقوى العالمية، في حالة من عدم اليقين، الإثنين 7 مارس/آذار.
حدث هذا بسبب تعليقات لسيرغي لافروف، أمس الأحد، تخص طلباً روسياً من الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم ضمانات بأن العقوبات التي فرضت عليها، بسبب غزوها لأوكرانيا، لن تضر بتجارتها مع طهران.
وتُتّهم موسكو بأنها تريد أخذ محادثات الاتفاق النووي مع روسيا كرهينة، للتفاوض مع الغرب لتخفيف حدة العقوبات عليها، عن طريق ضمان إعفاء تجارتها مع إيران من العقوبات، ما أدخل المحادثات النووية في حالة من عدم اليقين.
صرح لافروف بهذا بعد شهور من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، وبعد أن بدأ يظهر إمكانية توجهها نحو الوصول فعلاً إلى اتفاق بين الأطراف المختلفة، بينما قال لافروف إن العقوبات الغربية على روسيا أصبحت عقبة أمام الاتفاق النووي.
من جهته حاول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الأحد، أن ينفي وجود مثل هذه العقبات أمام الاتفاق، عندما قال إن العقوبات المفروضة على روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا، ليس لها علاقة بالاتفاق النووي المحتمل مع إيران.
وصرح بأن "هذه الأمور مختلفة تماماً، وليس بينها ارتباط بأي شكل من الأشكال، لذلك أعتقد أن ذلك ليس ذا صلة"، وأضاف أن الاتفاق مع إيران أصبح قريباً، لكنه نبّه إلى وجود بعض التحديات المتبقية.
في المقابل؛ فإن الدولة الوحيدة التي قد ترحب بالخطوة الروسية، ولو بشكل غير علني، ستكون إسرائيل المعترضة بشكل كبير على إتمام الاتفاق النووي مع إيران، بحسب صحيفة The Guardian.
اعتراض إيراني
في الوقت ذاته صرح مسؤول إيراني لرويترز بأن طهران تنتظر توضيحات من موسكو بخصوص تصريحات لافروف، والذي قال إنه يطلب ضمانات خطية من الولايات المتحدة بشأن تجارة روسيا واستثماراتها وتعاونها العسكري مع إيران، وعدم تأثرها بالعقوبات.
وأضاف المسؤول الإيراني أن "من الضروري فهم ما تريد موسكو بشكل واضح، إذا كانت مطالبهم متعلقة بالاتفاق نفسه، فلن يكون من الصعب إيجاد حل لذلك".
ولكن وبحسب المسؤول الإيراني؛ فإن الأمر سيصبح معقداً، إذا ما طالبت موسكو بضمانات متعلقة بأكثر من الاتفاق نفسه، وما يتعلق به بشكل مباشر.
إعادة الاتفاق بدون مشاركة روسية
نقلت رويترز عن محلل للشأن الإيراني، قوله إن استعادة الاتفاق النووي مع إيران، بدون مشاركة روسيا، ممكن وإن كان صعباً، على الأقل في المدى القريب.
أوضح المحلل في محادثته مع رويترز أنه وفي حال مواصلة روسيا محاولة عرقلة الاتفاق -بحسب تعبيره- فإن الأطراف الأخرى وإيران لن يكون أمامها حل إلا التفكير إبداعياً لإيجاد طرق أخرى لاستكمال الاتفاق، لا تتضمن مشاركة موسكو فيها.
مصلحة غربية في رفع العقوبات عن إيران
منذ انتخاب الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم الرئيسي العام الماضي، دفع مسؤولون إيرانيون لتعميق العلاقات مع موسكو.
حيث صرح مسؤولون في الإدارة الإيرانية العليا، وعلى رأسها آية الله علي خامنئي، على الملأ وبشكل خاص، بأنهم يريدون علاقات أعمق مع موسكو، في ظل عدم ثقتهم بالأمريكيين.
اتفاق عام 2015 بين إيران والدول الكبرى، علق العقوبات على طهران، مقابل تحديد تخصيبها لليورانيوم؛ بشكل يمنع تطوير أسلحة نووية، ولكن الاتفاق انهار بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منه، في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
لكن عودة إيران حالياً للاتفاق ستعني إمكانية استبدال النفط الروسي المفقود بسبب العقوبات، بالنفط الإيراني الذي سيُسمح ببيعه في العالم بعد رفع العقوبات عنها، في محاولة أمريكية لتقييد موسكو، مع أقل أضرار على الاقتصاد العالمي.