تجاوزت أسعار نفط خام برنت الخميس 3 مارس/آذار 2022 حاجز 117 دولاراً، بحسب Yahoo Finance، رافعة المخاطر المتوقعة على الاقتصاد العالمي، نتيجة لارتفاع سعر النفط؛ والذي سيؤثر بدوره على تكاليف النقل والشحن والإنتاج، مع توقعات بارتفاعه أكثر.
ويعتبر سعر خام برنت معيار تسعير النفط الأساسي في العالم، حيث يستخدم لتسعير ثلثي النفط العالمي، وهو يعرف أيضاً ببرنت لندن، وخليط برنت.
مع أن العقوبات الغربية على روسيا استثنت التعاملات المالية المتعلقة بقطاع الطاقة الروسي، إلا أن المستثمرين يتجنبون الطلب على النفط الروسي؛ لأن الاستثمار فيه قد يشكل كابوس علاقات عامة للمستثمرين، كما صرح بذلك أحد خبراء سوق النفط لموقع Yahoo Finance.
ومع أن خام الأورال الروسي يتم تداوله عند سعر منخفض جداً في أوروبا، أقل بـ18 دولاراً من خام برنت، إلا أن ذلك يعني أن قيمة الطلب الذي خفض من خام الأورال في روسيا، قد أضيف إلى الخامات الأخرى في العالم، وأدى ارتفاع الطلب على الخامات الأخرى إلى زيادة سعرها.
يُذكر أن مركز الدراسات الدولي التابع لبنك JP Morgan، يتوقع أن تصل أسعار النفط إلى 125 دولاراً في عام 2022، وإلى 150 دولاراً في عام 2023.
توقعات بتأثر إمدادات النفط الروسية
وبما أن النفط يباع بالعقود الآجلة؛ فإن المستثمرين في هذه العقود سيتحملون مخاطر سياسية ناتجة عن الحرب في أوكرانيا؛ إضافة إلى المخاطر التجارية الطبيعية، الأمر الذي تحاول شركات التأمين والبنوك والمؤسسات المالية تجنبه، مع إمكانية أن تشمل العقوبات التعاملات المالية المتعلقة بقطاع الطاقة الروسي لاحقاً.
تعتبر الأسعار الحالية غير مسبوقة منذ عام 2011، وسببها -بالإضافة إلى ما ذكر سابقاً- أن سعر السوق يعكس انخفاضاً كبيراً في إمدادات النفط الروسية، وإن لم تنخفض بعد، نتيجة للتوقعات المستقبلية، وانعدام اليقين فيما يخص الهجوم الروسي على أوكرانيا، والعقوبات الناتجة بسببه.
روسيا تخسر الطلب على نفطها
يعكس انخفاض سعر خام الأورال الروسي انخفاضاً في الطلب العالمي على نفط روسيا، نتيجة للأزمة والعقوبات الحالية، بالإضافة إلى العقوبات المتوقعة لاحقاً.
ولكن الأمر لا يقتصر على الغرب والمستثمرين من دوله؛ فحتى الصين حليفة روسيا، لم تبدأ بعد شراء فوائض النفط الروسي في السوق.
ويقول خبير في مجال النفط لـ Yahoo Finance، إن الصين إذا قررت أن تصبح مشترياً كبيراً للنفط الروسي، فإنها لن تقوم بالشراء من مصادر أخرى للنفط الذي قد تصدر لأوروبا أيضاً.
وفي حال أقدمت الصين على ذلك؛ فإن الأثر على إمدادات النفط، وبالتالي على سعره سيكون أقل، لكننا لم نصل إلى ذلك بعد، بحسب تصريحات ليبو لـ Yahoo Finance.
وأضاف أخيراً أن الصين عالقة في الأزمة الحالية؛ فبينما تعتمد بكين كثيراً على الطاقة الروسية، فإنها في الجهة الأخرى تعتمد كثيراً على الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لشراء منتجات كثيرة، ما يجعل اصطفافات الصين في الأزمة صعبة جداً.
يُذكر أن أسعار النفط بدأت بالارتفاع منذ إعلان روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا، والتي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس 24 فبراير/شباط 2022، والتي نددت بها دول كثيرة، وتسببت بفرض عقوبات على موسكو.