أمريكا تؤجل إطلاق صاروخ عابر للقارات لتهدئة التوتر مع روسيا: لا نريد أن يُساء فهمنا

أعلن الجيش الأمريكي، مساء الأربعاء 2 مارس/آذار 2022، أنه سيؤجل تجربة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من الطراز "مينيتمان 3″؛ وذلك في محاولة على ما يبدو، لتهدئة التوتر المتصاعد بعدما أعلنت روسيا أنها ستضع قواتها النووية في حالة تأهب قصوى.

حيث قال جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون): "في مسعى لإظهار أنه لا نية لدينا للانخراط في أي أفعال يمكن أن يساء فهمها أو تفسيرها، أصدر وزير الدفاع توجيهاً بتأجيل تجربة إطلاق الصاروخ مينيتمان3 الباليستي العابر للقارات والتي كانت مقررةً هذا الأسبوع".

كيربي أضاف أنه تم اتخاذ هذا القرار؛ "لإثبات أننا قوة نووية مسؤولة"، مردفاً: "استفزازات روسيا بشأن ترسانتها النووية أمر غير مقبول (..)، والروس يعيدون التموضع ويحاولون إعادة النظر في تأخر عملياتهم العسكرية أمام المقاومة الأوكرانية"، منوهاً إلى أن "القوات الروسية تواجه كثيراً من العراقيل، والأوكرانيون يبطئون تقدمها".

كما لفت إلى أن "القوات الروسية توقفت ولم تتقدم باتجاه العاصمة الأوكرانية كييف، والرتل العسكري الروسي على مشارفها يواجه صعوبات لوجيستية"، مؤكداً أن "بلدة خيرسون لا تزال تواجه اشتباكات، والأوكرانيون يقاومون فيها".

في حين استطرد قائلاً: "نحن واثقون بوضعنا الاستراتيجي وقدرتنا على الدفاع عن أنفسنا وعن حلفائنا".

أمريكا منفتحة على الدبلوماسية

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة أوضحت لأوكرانيا أنها ستدعم جهود كييف الدبلوماسية مع روسيا، لكن من الصعب رؤية مسار دبلوماسي دون وقف التصعيد العسكري، موضحاً أن واشنطن "منفتحة على الدبلوماسية" بشأن تطورات الأوضاع في كييف.

فيما ذكر بلينكن، في تصريح موجه إلى الشعب الروسي خلال مؤتمر صحفي، أن الولايات المتحدة تعلم أن كثيراً منهم لا يريدون أي علاقة بقرار الرئيس فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا.

رسالة واشنطن إلى الجنود الروس

بدورها، طالبت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، الجنود الروس الذين يحاربون في أوكرانيا بإلقاء أسلحتهم، قائلة: "قادتكم يكذبون عليكم".

جاء ذلك في كلمة لها باجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الاستثنائي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك.

إذ قالت السفيرة الأمريكية، أمام ممثلي الدول الأعضاء (193 دولة) بالجمعية العامة: "ندعو روسيا إلى وقف حربها غير المبررة وغير المعقولة ضد أوكرانيا، وندعوها أيضاً إلى احترام سيادة ووحدة أراضي هذا البلد"، مستطردةً: "هذه لحظة غير عادية، وإذا كان للأمم المتحدة أي هدف فهو منع الحرب، وإدارتها ووقفها".

في حين أشارت غرينفيلد إلى أن "بوتين شنّ غزواً واسع النطاق على أوكرانيا بينما كنا نعقد اجتماعاً بمجلس الأمن؛ في محاولة لتعزيز الدبلوماسية وخفض التصعيد"، في إشارة إلى جلسة المجلس التي كانت منعقدة فجر 24 فبراير/شباط لبحث الأزمة.

كذلك، وجهت رسالة إلى الجنود الروس، الذين قالت إنهم أُرسِلوا إلى الخطوط الأمامية في "حرب ظالمة وغير ضرورية"، قائلة: "قادتكم يكذبون عليكم، لا ترتكبوا جرائم حرب".

العملية العسكرية الروسية

يشار إلى أن روسيا أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم؛ وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية​​​​​.

يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.

من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".

في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".

كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".