مسؤول أوكراني يطالب بريطانيا بفتح أبواب قصور الأثرياء الروس بالمملكة: أسكِنوا فيها اللاجئين

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/02 الساعة 19:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/03 الساعة 04:49 بتوقيت غرينتش
رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون- رويترز

طالب عمدة مدينة لافيف الأوكرانية، أندريه سادوفي، رئيسَ الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بتسكين اللاجئين الأوكرانيين داخل قصور الأوليغارشية الروسية في العاصمة لندن، طبقاً لما أورده موقع Business Insider الأمريكي، الأربعاء 2 مارس/آذار 2022.

حيث قال سادوفي، في تصريحات لصحيفة The Guardian البريطانية: "نُريد من جونسون الآن أن يبدأ في تجميد الحسابات المصرفية للأوليغارشية الروسية بلندن، وأن يُصادر فللهم الفاخرة. إذ من الأفضل استخدام تلك القصور في تسكين اللاجئين الأوكرانيين. ويجب أن يتصل جونسون ببوتين ويقول له: عذراً يا فولوديا، لقد تغيّرت الأوضاع".

فيما تشير كلمة "الأوليغارشية" في وقتنا هذا إلى مجموعة من الروس الأثرياء الذين برزوا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991.

ولطالما كانت الأوليغارشية الروسية مرتبطةً بلندن، حيث يمتلكون عقارات بملايين الدولارات في مناطق بلغرافيا ومايفير، وينفقون أموالاً طائلة بالمتاجر والمطاعم الفارهة، ويرسلون أطفالهم إلى المدارس الخاصة الحصرية في إنجلترا.

بينما وصف تقرير لجنة الأمن والمخابرات البريطانية في عام 2020، لندن بأنها "مغسلةٌ" للأموال القذرة.

قانون الجريمة الاقتصادية

في حين قدمت الحكومة البريطانية، الإثنين 28 فبراير/شباط الماضي، مشروع قانون الجريمة الاقتصادية الذي طال انتظاره، والمصمم لاستهداف غسيل الأموال، عبر مجموعةٍ من التدابير التي تُعزّز الشفافية. لكن القوانين الجديدة لن تدخل حيز التنفيذ قبل 18 شهراً.

كما أن التغيير الوزاري الأخير بحكومة جونسون ترك الحكومة بدون وزيرٍ للفساد، بحسب تقرير موقع Business Insider الأمريكي، الشهر الماضي. ولم يتضح منذ ذلك الحين ما إذا كان قد عيّن شخص لشغل المنصب.

أوكرانيا
ألسنة اللهب تتصاعد خلال القصف على العاصمة الأوكرانية كييف – رويترز

من جهتها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، لشبكة Sky News البريطانية، قبل أيام، إن الحكومة وضعت "قائمة استهداف" تضم أسماء أفراد الأوليغارشية الروسية الذين ستُفرض عليهم العقوبات قريباً.

إلا أن رئيس الوزراء البريطاني يُواجه ضغوطات لاتخاذ تحرّكٍ أكبر ضد الأموال القذرة التي تتدفق عبر لندن، سواءً في العقارات الفارهة أو الأسواق المالية.

جدير بالذكر أن مدينة لافيف، سادس أكبر المدن الأوكرانية، تقع على بُعد 64 كيلومتراً من الحدود مع بولندا. وقد اجتاحها سيلٌ من اللاجئين اليائسين للفرار من البلاد عقب بداية الهجوم الروسي قبل نحو أسبوع. لكن القوات الروسية لم تستهدف المدينة بعد.

ملاحقة "جرائم الأوليغارشية الروسية"

كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد حذَّر، في خطابه عن حالة الاتحاد، الثلاثاء، رجال الأعمال الروس من أنَّ وضعهم المالي سيزداد سوءاً مع ارتفاع مستوى العقوبات على روسيا، مضيفاً: "أقول للأوليغارشية الروسية والزعماء الفاسدين الذين ربحوا مليارات الدولارات بفضل هذا النظام العنيف: انتهى هذا الأمر".

فيما لفت بايدن إلى أن وزارة العدل الأمريكية ستشكل فريق عمل مخصصاً لملاحقة "جرائم الأوليغارشية الروسية"، مهدداً بأنه ستتم مصادرة شققهم ويخوتهم.

بحسب وكالة بلومبيرغ الأمريكية، يوجد حالياً اثنان وعشرون مليارديراً روسيّاً على قائمتها التي تصنف أغنى 500 شخص في العالم.

874 ألف لاجئ أوكراني

في غضون ذلك، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن 874 ألفاً و26 لاجئاً أوكرانياً عبَروا إلى البلدان المجاورة منذ بداية التدخل الروسي في بلادهم وحتى يوم الثلاثاء، موضحةً أن 51.9% من اللاجئين الأوكرانيين عبروا إلى بولندا.

أوكرانيا روسيا
أطفال من اللاجئين الأوكرانيين هربوا من الهحوم الروسي/رويترز

إلى جانب بولندا، توجَّه اللاجئون الأوكرانيون إلى كل من المجر ومولدوفا وسلوفاكيا ورومانيا وروسيا وبيلاروسيا وغيرها من الدول الأوروبية، بحسب بيان أصدرته المفوضية الأممية.

في حين حذَّر البيان من نزوح قرابة 4 ملايين مدني من أوكرانيا في حال تصاعُد وتيرة الأحداث هناك.

العملية العسكرية الروسية

يشار إلى أن روسيا أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم؛ وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية​​​​​.

يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.

أوكرانيا روسيا
مواطنون أوكران يتخذون محطات القطارات ملجأ لهم بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا/رويترز

من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".

في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".

كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".

تحميل المزيد