قالت القوات المسلحة السويدية، الأربعاء 2 مارس/آذار 2022، إن أربع طائرات مقاتلة روسية انتهكت لفترة وجيزة، المجال الجوي السويدي فوق بحر البلطيق، وذلك في وقت تشن فيه موسكو هجوماً على أوكرانيا يثير قلق دول غربية، من بينها السويد.
القوات السويدية أفادت في بيان على موقعها الإلكتروني، بأنه "في ضوء الوضع الحالي ننظر إلى هذا الحدث بجدية شديدة"، مضيفةً أن الانتهاك كان وجيزاً ووقع شرقي جزيرة جوتلاند السويدية، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
حتى الساعة الـ20:00 بتوقيت غرينتش، لم يصدر تعليق من روسيا حول بيان القوات السويدية.
يأتي هذا، بينما دفع الهجوم الروسي على أوكرانيا بفنلندا والسويد إلى الانتقال من سياسة عدم الانحياز، إلى حقبة جديدة، مع إرسال شحنات "غير مسبوقة" من الأسلحة لأوكرانيا، وانتشار تأييد قوي في صفوف الرأي العام بالبلدين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
استبعدت ستوكهولم وهلسنكي حتى الآن فرضية طلب الانضمام بصورة عاجلة إلى حلف شمال الأطلسي، لكن لم تكن الدولتان يوماً قريبتين كما هما الآن من اتخاذ هذه الخطوة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن محللين.
يرى زيبولون كارلاندر، المحلل من منظمة "فولك أوك فورسفار" ("المجتمع والدفاع")، أن "كل شيء ممكن في الوقت الحالي، وثمة إشارة من دول حلف شمال الأطلسي بأن درس انضمام (فنلندا والسويد) يمكن أن يحصل سريعاً، لذا أعتقد أن ذلك رهن بقرار سياسي من ستوكهولم وهلسنكي".
تُعد السويد وفنلندا من دول عدم الانحياز رسمياً، إلا أنهما شريكتان لحلف شمال الأطلسي منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، بعدما طَوَتا صفحة حيادهما في نهاية الحرب الباردة.
في السويد لم يصل قط مستوى تأييد الرأي العام لانضمام البلاد إلى حلف شمال الأطلسي، إلى المستوى العالي الذي بلغه الآن، إذ وصلت نسبة التأييد بين السويديين إلى 41% في مقابل معارضة 35%، فيما لم يتخذ 24% موقفاً، بحسب استطلاع أجراه معهد "نوفوس" وبثَّ نتائجه، الجمعة الماضي، التلفزيون الوطني "سفيريجيس تيليفيزون" (إس في تي).
من المتوقَّع أن يُثير انضمام فنلندا و/أو السويد إلى حلف شمال الأطلسي غضب موسكو، في إطار أزمة متفجّرة بين روسيا والغرب، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة الماضي، أن انضمام ستوكهولم وهلسنكي إلى حلف شمال الأطلسي "ستكون له تداعيات عسكرية وسياسية خطرة".
تقول فنلندا إن هذا التحذير تكرّر في السنوات الأخيرة، ورفضت أن ترى في الأمر تهديداً بالغزو مثلما حصل في أوكرانيا.
أما رئيسة الحكومة السويدية ماغدالينا أندرسون، فقالت: "أريد أن أكون واضحة جداً. إن السويد وحدها، وبطريقة مستقلة، هي وحدها التي تختار نهجها فيما يخص الأمن".
يُشار إلى أن روسيا أطلقت فجر 24 فبراير/شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.