باتت زهرة عباد الشمس، التي تحتل مكانةً ذات مغزى في قلوب العديد من الأوكرانيين، "رمزاً عالمياً للمقاومة والوحدة والأمل"، وأصبحت تغزو مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك منذ بدء الغزو الروسي قبل أيام.
حيث أضاف آلاف الأشخاص بجميع أنحاء العالم، في الأيام الأخيرة، رمزاً تعبيرياً عن عباد الشمس الأصفر الساطع إلى ملفاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، وارتدوا عباد الشمس –التي تُعتبر "الزهرة الوطنية" للأوكرانيين- في شعرهم وعلى ملابسهم، طبقاً لما أوردته صحيفة Washington Post الأمريكية، الأربعاء 2 مارس/آذار 2022.
فيما انتشر مؤخراً مقطع فيديو على نطاق واسع، سُمع فيه صوت امرأة أوكرانية تقول للجنود الروس المسلحين على الأراضي الأوكرانية: "خذوا هذه البذور حتى ينمو عباد الشمس هنا عندما تموت"، حسبما أفادت شبكة BBC البريطانية.
في حين صُوِّرَت السيدة الأمريكية الأولى جيل بايدن، يوم الإثنين 28 فبراير/شباط الماضي، وهي تضع زهرة عباد الشمس على وجهها.
كما ارتدت جيل، الزهرة على فستانها في خطاب حالة الاتحاد يوم الثلاثاء 1 مارس/آذار، فيما أعلن الرئيس بايدن قائلاً: "نحن الولايات المتحدة الأمريكية نقف مع الشعب الأوكراني".
من جهتها، ارتدت السيناتورة كيرستن غيليبراند (ديمقراطية من ولاية نيويورك)، الثلاثاء، زخارف على شكل زهرة عباد الشمس.
فيما يرسم الفنانون زهور عباد الشمس، وأولئك الذين زاروا أوكرانيا من قبل وحقولها الصفراء اللامتناهية يشاركون صوراً للمشاهد التي التقطوها هناك.
إزالة الأسلحة النووية
يشار إلى أنه في صيف عام 1996، قام مسؤولون بزراعة عباد الشمس في قاعدة بيرفومايسك للصواريخ بجنوب أوكرانيا بمناسبة إزالة الأسلحة النووية من البلاد.
آنذاك قالت صحيفة Washington Post الأمريكية: "احتُفِلَ بتخلِّي أوكرانيا عن ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم، والتي ورثتها في عام 1991 بانهيار الاتحاد السوفييتي".
في غضون ذلك، يستخدم الأشخاص والشركات الصغيرة بالمملكة المتحدة منصة "فيسبوك" لمشاركة الطرق التي يدعمون بها أوكرانيا، وأكثر من نصف مليون شخص أُجبِروا على الفرار.
بدورها، شاركت إحدى بائعات الزهور في مدينة "ليدز" البريطانية صوراً لباقات زهور عباد الشمس المرتبة، وحثَّت الناس على شرائها حتى يمكن التبرع بالعائدات للأعمال الخيرية للأوكرانيين.
كذلك، كتب المتجر الذي يحمل اسم Arts and Flowers: "سيتم التبرع بجميع الأموال إلى نداء أزمة أوكرانيا الذي أطلقه الصليب الأحمر البريطاني".
حيث قالت مالكة المتجر، كريستي كال (51 عاماً)، إنها شعرت بأن عليها المساعدة، مضيفة: "علينا أن نفعل شيئاً. أيُّ شيءٍ أفضل من لا شيء".
العملية العسكرية الروسية
يشار إلى أن روسيا أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم؛ وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".