قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس، الإثنين 28 فبراير/شباط 2022، إن التكتل سيعقد قمة مع الصين في الأول من أبريل/نيسان، في محاولة لنزع فتيل التوتر المتزايد بين الجانبين، وذلك في وقت تتصاعد فيه الأزمة بين الغرب وروسيا.
يُنظر إلى الاجتماع على أنه جهد دبلوماسي عالٍ، لتهدئة التوترات التجارية والجيوسياسية المتصاعدة مؤخراً بين البلدين، كما سيُعقد على خلفية تعميق علاقات الصين مع روسيا، والتي تشكل حالياً أكبر تهديد أمني لأوروبا منذ نهاية الحرب الباردة؛ بسبب الهجوم الذي تشنه روسيا على أوكرانيا.
"مرحلة معقدة من العلاقات مع الصين"
وقال دومبروفسكيس، الذي يشغل أيضاً منصب المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي، أمام لجنة التجارة في البرلمان الأوروبي: "نعلم أننا في مرحلة معقدة من العلاقات مع الصين".
دومبروفسكيس أشار إلى تعطل تنفيذ اتفاقية استثمار أبرمها الاتحاد مع الصين بعد أن فرضت بكين عقوبات على بعض أعضاء البرلمان، واندلاع نزاع بين الصين وليتوانيا بعد أن سمحت الأخيرة لتايوان بفتح سفارة فعلية في فيلنيوس.
وقال دومبروفسكيس: "من الواضح أن بعض هذه الموضوعات يتعين تناولها على أعلى المستويات السياسية لمعرفة إلى أي مدى يمكننا تنسيق وتحسين تعاوننا".
من جانبه، قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن القمة من المرجح أن تكون افتراضية وليست بالحضور الشخصي.
تحالف محتمل بين الصين وروسيا
يعتبر الاتحاد الأوروبي الصين منافساً استراتيجياً في بعض المجالات، لكنه شريك في مجالات مثل مكافحة تغير المناخ. كما أنه يريد إشراك الصين في مساعيه لإصلاح قواعد التجارة في منظمة التجارة العالمية.
لم يذكر دومبروفسكيس ما إذا كانت القمة المقبلة ستتناول أيضاً الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنه أقر بوجود احتمال بأن يفرز الصراع تحالفاً أكثر تشدداً بين الصين وروسيا.
وقال: "في الواقع هناك دلائل على حدوث ذلك بالفعل".
من جانبه، قال وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو إنه من الطبيعي أن تكون هناك خلافات؛ لأن الصين والاتحاد الأوروبي في مرحلتين مختلفتين من التنمية.
كما قال وانغ، في مؤتمر صحفي ببكين اليوم الثلاثاء: "تنمية الصين فرصة وليست تحدياً للاتحاد الأوروبي. التعاون بين الجانبين أكبر من المنافسة".
موقف الصين من الهجوم الروسي على أوكرانيا
رفضت الصين إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا، رغم دعوة البيت الأبيض لها للقيام بذلك، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، الإثنين، في حين تقر بما تصفها المخاوف الأمنية المشروعة لروسيا، إن الصين دائماً ما تقف إلى جانب السلام والعدالة وتتخذ مواقفها على هذا الأساس.
كما اتخذت الصين موقفاً معارضاً للعقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، فقد أكدت وزارة الخارجية الصينية، مجدداً، معارضتها لاستخدام ما تصفه بالعقوبات غير المشروعة من جانب واحد، بعد أن تحركت الدول الغربية لمنع بنوك روسية معينة من الدخول على نظام سويفت العالمي للمدفوعات المالية بين البنوك.
وصعدت الدول الغربية العقوبات التي تكثف الضغوط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وانغ أضاف: "نحن ضد استخدام العقوبات لحل المشكلات، وخاصة العقوبات الأحادية التي تفرض دون تفويض دولي. تواصل الصين وروسيا التعاون التجاري المعتاد بروح الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة".
وقال وانغ إن جميع الأطراف يجب أن تتحلى بالهدوء وتتجنب المزيد من التصعيد، بعد أن وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرادع النووي في حالة تأهب.
يُذكر أن الصين أكبر شريك تجاري لروسيا، وتزايد التقارب على مر السنين بين بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ. ووقّع البلدان في وقت سابق هذا الشهر شراكة استراتيجية واسعة النطاق تهدف إلى التصدي للنفوذ الأمريكي.