وقّع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرسوماً رئاسياً يسمح للمتطوعين الأجانب الراغبين في دعم أوكرانيا ضد الهجوم الروسي على أراضيها، بدخول البلاد دون تأشيرة، في وقت تواصل فيه روسيا حشد قواتها المتجهة نحو العاصمة كييف.
زيلينسكي قال في مرسومه الرئاسي إنه "اعتباراً من 1 مارس/آذار 2022، تم إدخال نظام دخول بدون تأشيرة للأجانب الذين يرغبون في الانضمام إلى الفيلق الدولي لأوكرانيا مؤقتاً خلال فترة سريان الأحكام العرفية".
أشار المرسوم إلى أن القرار الرئاسي لا ينطبق على المواطنين الروس، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول، الثلاثاء 1 مارس/آذار 2022.
كان زيلينسكي قد ناشد يوم 27 فبراير/شباط 2022 جميع مواطني العالم وأصدقاء أوكرانيا المشاركة في الدفاع عن أوكرانيا وأوروبا ضد ما قال إنه "العدوان الروسي"، وأشار إلى أن بلاده ستنشئ فيلقاً "دولياً" أجنبياً للمتطوعين من الخارج.
عقب دعوات رئيس أوكرانيا، قالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، إنها تدعم الدعوات لتوجه الراغبين في القتال إلى أوكرانيا، بمن في ذلك البريطانيون، لمواجهة الهجوم الروسي على كييف.
حشود عسكرية روسية
يأتي هذا، بينما أظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية الإثنين 28 فبراير/شباط 2022 في أوكرانيا، رتلاً عسكرياً روسياً هائلاً يزيد طوله عن 60 كلم، يتقدم باتجاه العاصمة كييف التي جعلتها روسيا هدفاً رئيسياً للعملية العسكرية.
نشرت هذه الصور مساء شركة "ماكسار" الأمريكية المتخصصة بالتصوير بواسطة الأقمار الاصطناعية، وأرفقتها برسالة بريدية قالت فيها إنّ الرتل "يمتدّ من تخوم مطار أنطونوف (حوالي 25 كيلومتراً من وسط كييف) في الجنوب إلى تخوم بريبيرسك" في الشمال، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، يشهد مطار أنطونوف معارك ضارية؛ إذ تسعى القوات الروسية المهاجمة للسيطرة على هذه المنشأة الاستراتيجية التي تسهّل عليها كثيراً السيطرة على كييف.
بحسب "ماكسار"، فإنّ الرتل الذي يمتدّ بطول حوالي 64 كيلومتراً "يتألّف من مركبات، جزء منها يسير بعيداً بعض الشيء عن بعضه البعض، والجزء الآخر يسير جنباً إلى جنب في صفّين أو ثلاثة صفوف متراصّة".
بدت في الصور صفوف طويلة من المركبات تسير خلف بعضها البعض على طرق في الريف الأوكراني، وبقربها في بعض الأحيان دخان قالت الشركة إنّه ناتج عن حرائق في المباني المجاورة.
كذلك نشرت الشركة الأمريكية من جهة ثانية صوراً أخرى أظهرت انتشاراً جديداً للقوات الروسية، بينها مروحيات هجومية جاثمة وعربات عسكرية في بيلاروس، على بُعد أقلّ من ثلاثين كيلومتراً من الحدود مع أوكرانيا.
منذ بدأت القوات الروسية هجومها على أوكرانيا الخميس 24 فبراير/شباط 2022، نجحت القوات الأوكرانية حتى اليوم في الدفاع عن وسط العاصمة وصدّ الهجمات الروسية عليه.
مع دخول الهجوم يومه السادس، لا يزال تقدّم القوات الروسية "بطيئاً"، علماً بأنّ هذه القوات تحتشد حول العاصمة، ونقلت الوكالة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي وآخر أمني أنّ موسكو تستعدّ لشنّ هجوم وشيك على العاصمة.
يُذكر أن العملية التي أطلقتها روسيا تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.