كييف صامدة لليوم الخامس أمام الروس، وعزلة موسكو في ازدياد.. وترقب للمفاوضات في بيلاروسيا

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/28 الساعة 07:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/28 الساعة 07:14 بتوقيت غرينتش
أثار القصف على العاصمة الأوكرانية كييف/ Getty images

لليوم الخامس على التوالي، لم تستطِع موسكو إنهاء ما أطلقت عليها "عملية عسكرية" في إقليم دونباس، بل وجدت نفسها أمام مقاومة شرسة حالت دون دخولها العاصمة كييف وغيرها من المدن، بل إنها وجدت نفسها أمام عزلة ضخمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، بسبب هجومها الذي وُصف بأنه الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

واجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيل الإجراءات الانتقامية من الغرب، بإعلان وضع قوات الردع النووي في حالة تأهب قصوى يوم الأحد، وذلك في وقت قالت فيه أوكرانيا إنها صدت محاولات من القوات البرية الروسية للاستيلاء على مراكز حضرية.

ترى الولايات المتحدة أن بوتين يعمل على تصعيد الحرب باستخدام "لهجة خطيرة" بشأن الوضع النووي لروسيا وسط أنباء عن تلقيه خسائر لم تكن متوقعة بالنسبة لموسكو.

بوتين عاجز عن دخول المدن الرئيسية حتى الآن

فجر الإثنين 28 فبراير/شباط 2022، سُمع دوي انفجارات في العاصمة كييف، أنهى حالة الهدوء التي استمرت لبضع ساعات، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز نقلاً عن الخدمة الحكومية للاتصالات الخاصة وحماية المعلومات في أوكرانيا، وأضافت أن انفجارات أخرى سُمعت أيضاً في مدينة خاركيف.

وقال مسؤول عسكري أمريكي إن روسيا أطلقت أكثر من 350 صاروخاً على أهداف أوكرانية حتى الآن بعضها أصاب البنية التحتية المدنية.

المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أضاف "يبدو أنهم يتبنون عقلية الحصار التي سيقولها لك أي طالب يدرس الأساليب والاستراتيجيات العسكرية.. عندما تتبنى أساليب الحصار فهي تزيد من احتمالية حدوث أضرار جانبية".

كما أشار في هذا الصدد إلى الهجوم الروسي على مدينة تشيرنيف شمالي كييف؛ حيث قالت السلطات الأوكرانية إن النيران اشتعلت في مبنى سكني بعد إصابته بصاروخ في ساعة مبكرة من صباح اليوم.

مع هذا الصمود للمدن الأوكرانية، حذر مسؤولون غربيون الأسبوع الماضي من أن بوتين سيكون على استعداد للجوء إلى "أي وسيلة ضرورية" لكسب الحرب.

مفاوضات على الحدود

هذا المشهد المعقد من المعارك دفع الجانبين للجلوس على طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة، فقد وصل وفدان من الطرفين، ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مصدر لم تكشف النقاب عنه قوله إن المحادثات ستبدأ صباح اليوم، فيما قالت أوكرانيا إنها بدأت بالفعل.

لكن سقف التوقعات بشأن نجاح هذه المفاوضات يظل منخفضاً، فقد صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقول إنه لا يعتقد أن الاجتماع مع الجانب الروسي سوف يسفر عن نتيجة، غير أنه أكد أهمية المحاولة.

وأضاف: "حتى لا يشك أي مواطن أوكراني بأنني، كرئيس، لم أحاول إيقاف الحرب، حتى لو كانت هناك فرصة ضئيلة".

وشدد زيلينسكي على أن هدف بلاده من اللقاء مع الجانب الروسي هو الحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية. 

من جانبه، قال متحدث باسم مجلس الوزراء البريطاني إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبلغ رئيس الوزراء البريطاني هاتفياً يوم الأحد بأن الساعات الأربع والعشرين المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لأوكرانيا.

تطورات مقبلة

أمريكياً، قال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن سيعقد اجتماعاً عبر الهاتف مع الحلفاء والشركاء، الإثنين 28 فبراير/شباط 2022، لتنسيق رد موحد بشأن الأزمة الأوكرانية.

أما في نيويورك، فقد دعا مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الإثنين في خطوة نادرة الحدوث.

وحصل القرار على موافقة 11 دولة من إجمالي أعضاء المجلس (15) وامتنعت 3 عن التصويت (الإمارات والهند والصين) فيما اعترضت روسيا على القرار.

لكن لا تملك روسيا أو أي من الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن (أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) حق النقض لعرقلة قرار كهذا مقدم لأعضاء الجمعية العامة.

وطبقاً لميثاق الأمم المتحدة، "يجوز للجمعية العامة، عملاً بقرارها الصادر في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1950 رقم 377 (د -5)، أن تتخذ إجراءً في قضية ما، إذا ما فشل مجلس الأمن في إصداره قراراً فيها، بسبب التصويت السلبي لعضو دائم في المجلس، في حالة يبدو فيها أن هناك تهديداً للسلام أو خرقاً للسلام أو عملاً عدوانياً".

تحميل المزيد