طلاب عرب وأجانب في أوكرانيا يبحثون عن طرق آمنة لمغادرة البلاد وسط حالة من الخوف والقلق

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/27 الساعة 19:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/27 الساعة 19:04 بتوقيت غرينتش
عملية نزوح الآلاف من الطلبة المغاربة والعرب إلى الحدود الغربية لأوكرانيا - أرشيف(Getty image)

قالت صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 26 فبراير/شباط 2022، إن الطلاب الأجانب في أوكرانيا يبحثون عن طرق آمنة للخروج من البلاد وذلك بعدما بدأت روسيا غزواً عسكرياً قبل أيام ضد جارتها أوكرانيا.

فقد أثر هذا التدخل العسكري المستمر سلباً على رعايا العديد من الدول في أوكرانيا، وبينهم الطلاب الأجانب.

في هذا الإطار، يدرس حوالي 2000 طالب أجنبي في معهد دنيبرو الطبي بأوكرانيا، وقد استجاب عدد منهم لاتصالات صحيفة The Guardian لمعرفة ما يمرون به على الأرض.

من بين هؤلاء الطلاب، زهير علي (22 عاماً)، وهو من مدينة مانشستر البريطانية، ويدرس طب الأسنان هناك منذ ثلاث سنوات. والذي تحدث من حافلة خاصة متجهة إلى مدينة لفيف الأوكرانية، تضم 49 طالباً من أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، بعد حوالي 24 ساعة من انطلاق الرحلة.

قرار الرحيل

فيما أعدت هذه الحافلة هيئة طلاب الطب التي تمول دراسة زهير في الخارج على عجل، بتكلفة 150 دولاراً للشخص، وبدأت رحلتها في الساعة 6 مساء يوم الخميس 24 فبراير/شباط. وقال زهير، الذي كان على اتصال دائم بوالديه وشقيقه وشقيقته في المملكة المتحدة: "الجميع يحاولون الحفاظ على إيجابيتهم قدر الإمكان. وقرار الرحيل اُتخذ على عجل، ولم نملك وقتاً لحزم جميع أغراضنا".

زهير أضاف: "الطلاب تركوا الكثير من أغراضهم، ومعظم أبحاثهم، ويخشون أن تذهب سدى. ولم أتمكن إلا من حزم حقيبتين فقط. وشركة الحافلات أوصتنا بالامتناع عن أخذ أي أمتعة ثقيلة معنا".

كما أضاف: "كانت الأمور هادئة قبل أن نصل إلى الحافلة، ولم ينطق أحد بكلمة واحدة. والطلاب منشغلون بالتفكير فيما إن كانوا سيتمكنون من العودة لإكمال دراستهم، أو إن كانوا سيتمكنون من الحصول على أوراقهم للانتقال إلى جامعات دولية أخرى. هل سيضطرون للبدء من الصفر من جديد؟ لكنني في الوقت الحالي لا أريد إلا العودة إلى وطني".

في حين قال زهير إن السفارة البريطانية أخبرته أنه سيتمكن من عبور الحدود إلى بولندا، ولذا سيبقى في الحافلة بعد أن يهبط طلاب آخرون لم يتلقوا بعد تأكيدات مماثلة من سفارات بلدانهم في لفيف. وهو ينوي حجز رحلة العودة إلى المملكة المتحدة في أول فرصة بعد عبور الحدود.

الجميع خائفون ومُجهدون

أما آدم الحضويري، وهو طالب مغربي يبلغ من العمر 18 عاماً ويدرس في أكاديمية دنبروبتروفسك الطبية، فلا يزال في سكنه الطلابي بمقاطعة سوبورني مع حوالي 50 طالباً آخرين. وقال يوم الجمعة 25 فبراير/شباط: "الجميع خائفون ومُجهدون. ومعظم الناس يريدون التوجه إلى لفيف والابتعاد عن كييف بالطبع لأنها خطرة".

فيما تابع قائلاً: "أنا أنتظر تعليمات السفارة لأتحرك. فلو أردت الذهاب إلى بولندا، ولكن بدون الأوراق السليمة، فقد يوقفونني ويمنعوني من الدخول. لذلك أنتظر تأكيداً من السفارة لأتمكن من المرور مثل الآخرين".

كذلك أشار آدم إلى أن الشوارع كانت هادئة منذ سماع دوي انفجارات يوم الخميس، مردفاً: "لا أرى كثيراً من الناس يخرجون. الشوارع خالية. والجميع في الداخل أو يبحثون عن ملاجئ يختبئون فيها. وحالياً لا نفعل شيئاً سوى انتظار صفارات الإنذار. وأنا مستعد للذهاب إلى الملجأ فور انطلاقها".

وآدم، وهو من العاصمة المغربية الرباط، عثر على ملجأ عام على بعد حوالي خمس دقائق من مقر إقامته، ويشعر أنه أكثر أماناً من الاختباء في القبو.

بينما تعيش ريتا أنسا، وهي طالبة طب من غانا وتبلغ من العمر 20 عاماً، في دنيبرو منذ عام 2019. وقالت إن السفارة الغانية جهزت حافلات لنقل الطلاب إلى رومانيا، لكنها أُلغيت ظهيرة يوم الجمعة بعدما رفض السائقون قيادتها.

في حين استطردت قائلة، من داخل سكن الطلاب الذي تقطنه والقريب من وسط المدينة، فإن السفارة طلبت منها بعدها أن تجد طريقة للخروج من البلاد بنفسها، منوهة إلى أنها تشعر بأنها وحيدة تماماً.

إذ أضافت: "معظم الناس في الطابق الذي أقطن به من الأوكرانيين والمغاربة، ولذلك لا نتحدث لغة مشتركة. وفي الوقت الحالي، أركز على حزم أغراضي فقط، وإن كنت سأضطر لترك معظم ملابسي ورائي. فقد نصحونا بالاكتفاء بأخذ حقيبة ظهر صغيرة".

في غضون ذلك، تواصل 11 دولة عربية إجلاء رعاياها من أوكرانيا، فيما أعلنت ثلاث دول أخرى أنها تتابع أوضاع وسلامة مواطنيها، بينما لم تُصدر ثماني دول إفادة حديثة بشأن رعاياها.

تحميل المزيد