توقعات روسية بسقوط عدد كبير من الضحايا في حرب أوكرانيا.. وثائق مُسرَّبة كشفت استعدادات طبية ضخمة لموسكو

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/27 الساعة 20:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/27 الساعة 20:55 بتوقيت غرينتش
قوات مشاة من الجيش الروسي/ Getty Images

كشفت وثائق مُسرَّبة أنَّ روسيا تستعد لسقوط العديد من الضحايا في هجومها العسكري الذي بدأته مؤخراً على أوكرانيا، حيث إنها تتأهب لتجنيد موظفين طبيين مدنيين من جميع أنحاء البلاد، طبقاً لما أورده موقع Business Insider الأمريكي، السبت 26 فبراير/شباط 2022.

حيث تطلب الوثائق، التي وقّعها نائب وزير الصحة بلوتنيتسكي، وأُرسِلَت حصرياً إلى قناة  ITV News البريطانية، من الفرق الطبية "المشاركة على الفور في الأنشطة التي تهدف إلى إنقاذ الأرواح والحفاظ على صحة الناس في روسيا".

كما تطالب المؤسسات الطبية بإرسال قائمة بالاختصاصيين الطبيين وتفاصيلهم إلى وزارة الصحة الروسية لنشرهم عند الحاجة. ويشمل الأطباء الذين تبحث عنهم جراحي الصدمات والقلب والوجه والفكين وجرّاحي الأطفال وأطباء التخدير ومختصي الأشعة والممرضات (بما في ذلك غرف العمليات) ومختصي الأمراض المعدية.

فيما تنص إحدى الوثائق على أنَّ "المركز الفيدرالي للكوارث الطبية" سيدفع رواتب هؤلاء الأشخاص.

حالة طوارئ طبية هائلة

من جهتها، قالت إيما بوروز، محررة الأخبار في  ITV News، إنَّ ذلك "يشير إلى أنَّ روسيا تتوقع حالة طوارئ طبية هائلة"، وقد تضطر إلى نشر أطباء ومسعفين من المنظمات الصحية في جميع أنحاء البلاد.

القوات الأوكرانية تدمر دبابة روسية بالقرب من جلوخوف بأوكرانيا، 25 فبراير 2022/ المصدر: وزارة الدفاع الأوكرانية

بدوره، صرّح مسؤول عسكري أوكراني لقناة ITV الإخبارية بأنَّ هذه الوثائق تُظهِر أنَّ الروس "لم يتوقعوا مواجهة مثل هذا المستوى من المقاومة والخسائر"، وأنهم "بعيدون عن تحقيق أهدافهم" في هجوم سريع ومفاجئ.

المسؤول ذاته لفت إلى أنَّ هذه الوثائق المسربة ربما تُوضِّح أنَّ بوتين يعتزم "الاستمرار حتى النهاية، على الرغم من الخسائر الفادحة في الأفراد".

خسائر فادحة

في غضون ذلك، ذكر تحديث استخباراتي من وزارة الدفاع البريطانية في 26 فبراير/شباط أنَّ "الخسائر الروسية من المرجح أن تكون فادحة وأكبر مما كان متوقعاً أو مما اعترف به الكرملين".

بحسب قناة البرلمان الأوكراني الرسمية على تطبيق  Telegram، قتل الجيش الأوكراني أكثر من 3000 جندي روسي وأَسرَ 200 شخص. ونقلت وسائل الإعلام الأوكرانية عن ميخايلو بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قوله: "هذا يدل على أنَّ أوكرانيا لم تنجُ فحسب، بل تفوز أيضاً".

خسائر روسية معلنة

بدورها اعترفت وزارة الدفاع الروسية لأول مرة الأحد 27 فبراير/شباط 2022، بسقوط جنود لها بين قتلى وأسرى في هجومها على أوكرانيا، وهو ما استمرت في التكتم عليه، رغم ما أعلنت عنه كييف من استهدافها مئات الجنود الروس خلال الهجوم المستمر منذ 4 أيام.

أوكرانيا
قوات تابعة للجيش الأوكراني – رويترز

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت أوكرانيا، الأحد، أن الجيش الروسي فقد آلافاً من مقاتليه منذ بدء الهجوم على الأراضي الأوكرانية، في حين قالت موسكو إنها دمّرت مئات من البنى التحتية والأسلحة المتطورة لكييف، ولم تكشف عن أية خسائر أو قتلى، وذلك في وقت يتواصل فيه القتال بعدة مناطق في البلاد.

حيث قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هنا ماليار، إن "القوات الروسية فقدت نحو 4300 جندي خلال غزوها لأوكرانيا"، وأضافت على صفحتها في فيسبوك أن روسيا "فقدت نحو 146 دبابة و27 طائرة و26 طائرة هليكوبتر"، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.

العملية العسكرية الروسية

جدير بالذكر أن روسيا أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول في العالم، ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.

يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.

بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قُتل أكثر من 130 شخصاً، بينهم مدنيون، في اليوم الأول للتدخل العسكري الروسي.

أوكرانيا
ألسنة اللهب تتصاعد خلال القصف على العاصمة الأوكرانية كييف – رويترز

كما اتهم الرئيس الأوكراني موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".

في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمة ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".

كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".

تحميل المزيد