تجددت الاشتباكات الليلية بشكل عنيف، مساء السبت 26 فبراير/شباط 2022، بين الجيش الأوكراني والقوات الروسية التي تحاول اقتحام العاصمة الأوكرانية كييف، فيما تم تمديد فترة حظر التجول في كييف حتى صباح الإثنين 28 فبراير/شباط.
حيث ذكر بيان صحفي عن إدارة مدينة كييف، أن سكان المدينة ممنوعون من الخروج إلى الشارع، باستثناء من لديهم تصريح خاص بذلك.
البيان أشار إلى أن الأشخاص الذين سيتم رصدهم في الشارع أثناء حظر التجوال سيعتبرون أعضاء في مجموعات الاستطلاع والتخريب المعادية.
كان رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، سبق أن أعلن فرض حظر تجول اعتباراً من مساء السبت، وحتى صباح الأحد.
في غضون ذلك، نشر نشطاء ومغردون على مواقع التواصل الاجتماعي في أوكرانيا مقاطع فيديو تظهر جانباً من الاشتباكات الليلية، وبعضها رصد حرق مركبة روسية.
"مقاومة شديدة للغاية"
من جهته، قال مسؤول دفاعي أمريكي، السبت، إن القوات الأوكرانية تبدي "مقاومة شديدة للغاية" للغزو الروسي من ثلاثة محاور، وهو ما أدى إلى فرار مئات الآلاف من الأوكرانيين غرباً باتجاه الاتحاد الأوروبي وانسداد الطرق السريعة وخطوط السكك الحديدية الرئيسية.
المسؤول ذاته أكد أن الولايات المتحدة رصدت إطلاق أكثر من 250 صاروخاً روسياً، معظمها قصير المدى، على أهداف أوكرانية، مضيفاً: "نعلم أنهم لم يحرزوا التقدم الذي أرادوا إحرازه، وخصوصاً في الشمال. لقد أصيبوا بالإحباط بسبب ما رأوه من مقاومة مستميتة"، دون أن يقدم أدلة على ما قاله.
كانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق من يوم السبت أنها أصدرت أوامر لجميع القوات بالهجوم على جميع الاتجاهات بعد زعمها "رفض" أوكرانيا التفاوض مع روسيا.
العملية العسكرية الروسية
يُشار إلى أن روسيا أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول في العالم، ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قُتل أكثر من 130 شخصاً، بينهم مدنيون، في اليوم الأول للتدخل العسكري الروسي.
كما اتهم الرئيس الأوكراني موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي".
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".