أوكرانيا تفتح باب التطوع للأجانب لتشكيل “فيلق دولي” يقاتل معها.. زيلينسكي: سيكون دليلاً على دعمكم لنا

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/27 الساعة 07:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/27 الساعة 07:34 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي - رويترز

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد 27 فبراير/شباط 2022، إن أوكرانيا ستنشئ فيلقاً "دولياً" أجنبياً للمتطوعين من الخارج. وأوضح الرئيس الأوكراني في بيان، أن "هذا سيكون الدليلَ الرئيسي على دعمكم لبلدنا".

يأتي ذلك بينما يواصل الجيش الروسي زحفه نحو المدن الأوكرانية الرئيسية، إذ أعلن مسؤول أوكراني، الأحد، دخول القوات الروسية إلى وسط مدينة خاركيف ثاني أكبر مدن البلاد، بينما تقاوم القوات الأوكرانية في ضواحي العاصمة كييف.

اليمين المتطرف الأوروبي يدعم أوكرانيا

فيما كشف تقرير بحثي أن الهجوم الروسي على أوكرانيا استنفر قادة ميليشيات أوروبية من اليمين المتطرف، حيث شهد الإنترنت في اليومين الأخيرين موجة كبيرة لجمع الأموال وتجنيد المقاتلين العازمين على السفر إلى جبهات القتال في أوكرانيا، وذلك لمواجهة "الغزاة الروس".

جاء ذلك في تقرير أصدرته مجموعة "سايت إنتلجنس" SITE Intelligence Group، وهي منظمة أمريكية خاصة متخصصة في تعقب الجماعات المتطرفة، ونشرته صحيفة The New York Times الأمريكية، الجمعة 25 فبراير/شباط 2022. 

المنظمة البحثية استدلت في تقريرها، بمنشورات جمعتها من أوساط هذه الميليشيات وترجمتها، حيث رصدت في الأيام الأخيرة إعلانات نشرها قادة ميليشيات يمينية في فرنسا وفنلندا وأوكرانيا، يحثون فيها أنصارهم على الانضمام إليهم للقتال دفاعاً عن أوكرانيا، في مواجهة الهجوم الروسي. 

https://www.youtube.com/watch?v=qkElbUxb3h8&ab_channel=%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%AA-ArabicPost

ذكرت المنظمة أيضاً أن بعض دعوات الحشد اليمينية تركَّز نشاطها على دعم "كتيبة آزوف"، وهي مجموعة تابعة للحرس الوطني الأوكراني، اجتذبت مقاتلين من اليمين المتطرف من جميع أنحاء العالم. وقد تأسست هذه المجموعة في أعقاب الغزو الروسي الأول لأوكرانيا في عام 2014، وشاركت في عمليات عسكرية ضد الميليشيات الموالية لروسيا. 

ففي إعلان نُشر هذا الأسبوع على تطبيق المراسلة تليغرام، قبل وقت قصير من الهجوم الروسي الشامل على أوكرانيا، دعا زعيم الجناح السياسي لكتيبة آزوف إلى "تعبئة كاملة" للمجموعة، ووجَّه المتطوعين إلى مسارات الالتحاق بالمجموعة عبر الإنترنت.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، نشرت مجموعة "كارباثيان سيش" Carpathian Sich الأوكرانية معلومات تلقي التبرعات على قناتها بتطبيق تليغرام، سعياً للحصول على أموال من متابعيها عبر تطبيق PayPal، أو بالعملات المشفرة مثل بيتكوين وإيثريوم.

انتشرت الإعلانات ذاتها على مواقع إلكترونية عديدة من مواقع اليمين المتطرف في فنلندا وفرنسا، مثل موقع OC، الذي نشر بياناً مؤيداً لأوكرانيا على قناته على تليغرام، وورد في منشور لاحق: "مثلما هُزم الاتحاد السوفييتي سيُهزم بوتين باصطفاف القوميين الفرنسيين مع الشعب الأوكراني".

مواجهة روسيا "حرب على الشيوعية"

من جانبها، قالت ريتا كاتز، مديرة مجموعة سايت، إن جماعات عديدة من القوميين والنازيين الجدد المؤمنين بتفوق العرق الأبيض وغيرهم من مجموعات اليمين المتطرف أعلنت عن تضامنها مع أوكرانيا، وسارعت إلى حشد الدعم لها، وتضمن ذلك الدعوة للانضمام إلى مجموعات شبه عسكرية تعتزم المشاركة في قتال روسيا.

كما ذكرت كاتز أن أبرز دافع للسفر إلى أوكرانيا بين هذه المجموعات هو التدرب على القتال، ثم هناك الدوافع الأيديولوجية، لأن هذه الجماعات اليمينية المتطرفة ترى الحرب على روسيا حرباً على الشيوعية، وتعلِّق نفسها بذكريات الروايات التاريخية للحرب العالمية الثانية وأجوائها، وتشبِّه روسيا المعاصرة ورئيسها بوتين بالاتحاد السوفييتي السابق.

https://youtu.be/SfQa4avc7JI

علي صوفان، رئيس مجموعة "صوفان" The Soufan Group، التي توثِّق منذ عدة سنوات، مراحل تحوّل الصراع في شرق أوكرانيا إلى بؤرة حشد دولية للمؤمنين بتفوق العرق الأبيض، لفت أيضاً إلى أن "حالة عدم الاستقرار في أوكرانيا توفِّر للمتطرفين من دعاة سيادة العرق الأبيض فرصَ التدريب ذاتها، التي قدمتها من قبل، حالة عدم الاستقرار في أفغانستان والعراق وسوريا للمسلحين المتطرفين على مدى سنوات".

قال صوفان للصحيفة الأمريكية: "عادةً ما تجتذب الحروب الأهلية وحركات التمرد متطوعين من الخارج، قد ينضم بعضهم في البداية لأغراض إنسانية، لكن الأمر يؤدي إلى تفاقم الصراع والعنف وإطالة أمدهما".

من جهة أخرى، فإن مساعي التعبئة والحشد العلني للجماعات اليمينية المتطرفة قد تصبح إشكالية للحكومة الأوكرانية، لأن روسيا قد تستخدمها ذريعةً لتأييد مزاعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصويره لأوكرانيا بأنها دولة فاشية، أو ادعائه الكاذب بأنه يشن حرباً على نازيين يسيطرون على الحكومة في كييف.