كشفت الولايات المتحدة الأمريكية أنها تعرضت للخديعة من قِبل الصين، فبعدما طلبت واشنطن مساعدتها لثني روسيا عن غزو أوكرانيا، وشاركت معها معلومات استخباراتية لتساعدها على ذلك، اكتشفت مؤخراً أن بكين أوصلت هذه المعلومات إلى موسكو، بحسب صحيفة New York Times الأمريكية الجمعة 25 فبراير/شباط 2022.
نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الصين كانت تؤكد في كل مرة أنها لا تعتقد أن روسيا بصدد غزو أوكرانيا، رافضين الطلب الأمريكي بالتدخل وثني موسكو عن نواياها، بحسب المسؤولين الأمريكيين.
وأوصل المسؤولون الأمريكيون معلومات استخباراتية للصين، تظهر احتشاد القوات العسكرية الروسية حول أوكرانيا، فيما اعتقدت فيه واشنطن دليلاً على استعداد روسيا لغزو أوكرانيا.
لاحقاً اكتشفت الولايات المتحدة، عن طريق معلومات استخباراتية، أن بكين شاركت موسكو المعلومات الاستخباراتية الأمريكية، مبينة للإدارة الروسية أن الولايات المتحدة تحاول زرع الفتنة، وأن الصين لا يمكن أن تحاول أن تمنع الخطط أو الإجراءات الروسية.
يُذكر أن الصين هي أهم شريك لروسيا، وعملتا على تقوية علاقاتهما لسنوات طويلة، وتحديداً على الصعيدين العسكري والاقتصادي، كما أن رئيسَي البلدين التقيا 37 مرة قبل هذا العام.
حاولت الولايات المتحدة الأمريكية إقناع الرئيس الصيني تشي جين بينغ بالتدخل، ومحاولة إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم غزو أوكرانيا، لظن المسؤولين الأمريكيين أن تشي هو الزعيم الوحيد الذي قد يستمع له بوتين.
باءت محاولات الدبلوماسية الأمريكية لثني موسكو عن الحرب في أوكرانيا بالفشل، واتخذت موسكو قراراً بشن عملية عسكرية في أوكرانيا الخميس 24 فبراير/شباط 2022.
بكين وموسكو في أفضل حال منذ الحرب الباردة
يرى بعض المسؤولين الأمريكيين أن العلاقات بين الصين وروسيا في أفضل حالاتها منذ الحرب الباردة، وأن الطرفين يقدمان أنفسهما كجبهة واحدة في مقابل الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفائها من الاتحاد الأوروبي ودول آسيا الأخرى.
وتخشى أمريكا والاتحاد الأوروبي أن هذا الاصطفاف قد يصل إلى مستوى أعلى مع الأزمة الأوكرانية، بالتوازي مع تصاعد التوتر والمنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين.
في المحادثات الأخيرة بين الصين والولايات المتحدة، أحسَّ المسؤولون الأمريكيون بلهجة عدائية من نظرائهم الصينيين، وأن المواقف الصينية باتت أكثر تشدداً وعدائية.
يُذكر أن الصين رفضت وصف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بالغزو، ورفضت العقوبات المفروضة على موسكو بسبب خطوتها في أوكرانيا.