قال الكرملين، الجمعة 25 فبراير/شباط 2022، إنه عرض إجراء محادثات مع أوكرانيا في مدينة مينسك عاصمة روسيا البيضاء بعد أن أبدت أوكرانيا استعدادها لبحث إعلان نفسها "دولة محايدة"، لكنه قال إن أوكرانيا اقترحت بدلاً من ذلك وارسو مكاناً للمحادثات.
فيما أكد ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أن الأوكرانيين أخذوا بعد ذلك ما وصفه بوقت طويل للغاية، وأن الاتصالات توقفت الآن.
بيسكوف أشار إلى أنه "خلال هذا التوقف نشر القوميون الأوكرانيون أنظمة صواريخ في مناطق سكنية بالمدن الكبرى".
لكن المتحدث باسم الكرملين لم يقدم دليلاً لدعم هذا التأكيد، إلا أنه وصف هذا الإجراء بأنه "تطور خطير للغاية".
بينما لم تعلق السلطات الأوكرانية بشكل فوري على ذلك.
في وقت سابق من يوم الجمعة، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الصيني شي جين بينغ، إنه مستعد لإجراء "محادثات رفيعة المستوى مع أوكرانيا وإرسال وفد إلى مينسك".
استسلام الجيش الأوكراني
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة، إن بلاده ستعود إلى المفاوضات مع أوكرانيا بمجرد استسلام القوات المسلحة الأوكرانية وإلقاء أسلحتها.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده لافروف بالعاصمة الروسية موسكو في اليوم الثاني من التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
حيث أعرب عن "استعداد بلاده لمفاوضات في أي لحظة بمجرد أن تستجيب القوات المسلحة الأوكرانية لاقتراحاتها، وتتوقف عن المقاومة، وتلقي أسلحتها، وبالتالي لن يسيء إليها أحد، ولن يقوم أحد بقمعها".
كما تابع لافروف قائلاً: "فلنعُد إلى عائلاتنا، ونسمح للشعب الأوكراني بتقرير مصيره بنفسه".
"تحرير أوكرانيا"
في حين أكد وزير الخارجية الروسي أن "هدف بلاده هو تحرير أوكرانيا من الإدارة الأمريكية والنازية الخارجية"، بحسب وكالة "سبوتنيك" المحلية.
أما حول الدوافع الروسية للتدخل في أوكرانيا، فقال الوزير الروسي إن "بلاده حاولت طيلة 8 سنوات، معالجة الأزمة الأوكرانية سلمياً، من خلال تعزيز تنفيذ اتفاقية مينسك 2014 بينما خربت كييف العملية بدعم من الغرب"، على حد تعبيره.
فيما شدد على أن "الشعب الأوكراني يجب أن يكون مستقلاً، وأن تكون لديه حكومة تمثل تنوّعه، وخالية من الإدارة الخارجية".
جدير بالذكر أن قادة أوكرانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا توصلوا إلى اتفاق في عاصمة بيلاروسيا "مينسك"، يوم 12 فبراير/شباط 2015، يقضي بوقف إطلاق النار شرقي أوكرانيا وإقامة منطقة عازلة، وسحب الأسلحة الثقيلة.
عُرف الاتفاق بـ"اتفاق مينسك 2″ ويعتبر تطويراً لـ"اتفاق مينسك 1″ الذي وقعه ممثلو الحكومة والانفصاليون برعاية روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في 20 سبتمبر/أيلول 2014.
يُشار إلى أن روسيا أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول في العالم، ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.
يذكر أنه وفقاً للرئيس الأوكراني، قتل أكثر من 130 شخصاً، بينهم مدنيون، في اليوم الأول للتدخل العسكري الروسي.
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".