دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة 25 فبراير/شباط 2022، الجيش الأوكراني إلى الاستيلاء على السلطة في البلاد بأيديهم، والإطاحة بالرئيس فولوديمير زيلينسكي، من أجل إجراء مفاوضات أفضل مع بلاده، وذلك بعد يوم من غزو موسكو لجارتها.
حيث قال بوتين، في لقاء أذيع عبر التلفزيون مع مجلس الأمن الروسي: "سيطِروا على زمام الأمور، لأنه سيكون من الأسهل بالنسبة لنا التوصل إلى اتفاق معكم (الجيش الأوكراني)، مقارنة بعصابة مدمني المخدرات والنازيين الجدد، الذين استقروا في كييف، وأخذوا الشعب الأوكراني بأكمله كرهائن".
"النازيون الجدد"
بوتين أضاف: "أناشد مرة أخرى العسكريين في القوات المسلحة لأوكرانيا: لا تسمحوا للنازيين الجدد و(القوميين الأوكرانيين الراديكاليين) باستخدام أطفالكم وزوجاتكم وشيوخكم دروعاً بشرية".
فيما أكد بوتين أن الجنود الروس في أوكرانيا يتصرفون "بشجاعة واحترافية وبشكل بطولي"، مضيفاً أن "الهدف الرئيسي للقوات الروسية ليس الصدام مع القوات الأوكرانية، وإنما مع الجماعات النازية المتطرفة، التي تتحمل مسؤولية إبادة السكان في دونباس وسفك دماء المواطنين الأبرياء للجمهوريات الشعبية"، على حد قوله.
كما استطرد قائلاً: "فيما عدا ذلك يقوم عناصر هذه المجموعات بنصب منظومات الصواريخ بين الأحياء السكنية في مدينتي كييف وخاركوف، مما يعرّض حياة السكان الآمنيين للخطر. في الواقع، إنهم يتصرفون بالطريقة ذاتها التي يتصرف بها الإرهابيون في جميع أنحاء العالم.. إنهم يختبئون وراء السكان على أمل اتهام روسيا بوقوع ضحايا مدنيين".
في حين أردف الرئيس الروسي: "كل ما يجري في أوكرانيا يتم من خلال مستشارين غربيين، لاسيما من الولايات المتحدة".
في وقت سابق من يوم الجمعة، قال بوتين، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الصيني شي جين بينغ، إنه مستعد لإجراء "محادثات رفيعة المستوى مع أوكرانيا وإرسال وفد إلى مينسك".
"مجموعة روسية تخريبية"
من جهته، أعلن الجيش الأوكراني تحييد "مجموعة روسية تخريبية" في حي أوبولون بكييف، مع سماع صوت أعيرة نارية بالقرب من مجمع يضم المباني الحكومية وسط العاصمة.
في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الروسي عزل كييف من ناحية الغرب، وأن القوات الانفصالية في شرق أوكرانيا هاجمت مواقع للجيش الأوكراني بدعم من الجيش الروسي.
كما أشارت الوزارة الروسية إلى أن كييف وأجزاء أخرى من أوكرانيا تعرضت لصواريخ روسية في الساعات الأولى من صباح الجمعة.
انفجارات متتالية
كانت انفجارات متتالية وقعت فجر الجمعة في العاصمة كييف، وتجددت مرة أخرى بين الساعتين السادسة والسابعة صباحاً.
في حين أدت الهجمات الروسية إلى إصابة 8 مدنيين بالعاصمة جراء إصابة صواريخ عدداً من الأبنية.
يُشار إلى أن روسيا أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول في العالم، ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.
يذكر أنه وفقاً للرئيس الأوكراني، قتل أكثر من 130 شخصاً، بينهم مدنيون، في اليوم الأول للتدخل العسكري الروسي.
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".