بدأ محمد حمدان دقلو "حميدتي"، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، الأربعاء 23 فبراير/شباط 2022، زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو، لتعزيز العلاقات وبحث قضايا إقليمية ودولية.
وأفاد بيان صادر عن مجلس السيادة السوداني بـ"توجه نائب رئيس مجلس السيادة إلى العاصمة الروسية موسكو، في زيارة رسمية (غير محددة المدة) بدعوة من الحكومة الروسية".
تأتي الزيارة في إطار تبادل الرؤى، والتباحث حول سبل تطوير وتعزيز أوجه التعاون بين السودان وروسيا في مختلف المجالات، كما ستتطرق إلى "التشاور حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
يرافق حميدتي في هذه الزيارة وفد يضم وزراء المالية جبريل إبراهيم، والزراعة أبو بكر البشري، والطاقة محمد عبد الله محمود، والمعادن محمد بشير أبو نمو، ووكيل وزارة الخارجية المكلف نادر الطيب، ورئيس اتحاد الغرف التجارية نادر الهلالي.
تأتي هذه الزيارة بالتزامن مع تصاعُد توترات عسكرية على الحدود الروسية الأوكرانية، بعد اعتراف موسكو باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، اللتين تخضعان لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا، وسط رفض دولي واسع.
مصالح مشتركة
دعمت روسيا إجراءات اتخذها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، تضمّنت إعلان حالة الطوارئ، وحل مجلسَي السيادة والوزراء الانتقاليَّين، واعتقال قيادات حزبية ومسؤولين، ضمن إجراءات وصفتها قوى سياسية بأنها "انقلاب عسكري"، مقابل نفي للجيش.
وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، اعتبرت روسيا أن ما جرى في السودان "قد يكون انتقالاً للسلطة وليس انقلاباً عسكرياً"، متهمة الرافضين لسيطرة الجيش على السلطة في الخرطوم بـ"ارتكاب أعمال عنف".
لم يعلن السودان عن موقف رسمي تجاه الأزمة بين الغرب وروسيا، لكن نصح رعاياه بمغادرة أوكرانيا، وعدم السفر إليها في الفترة الحالية، في ظل توقعات غربية لغزو روسي وشيك لأوكرانيا.
صمت عربي تجاه الأزمة
باستثناء طرابلس ودمشق اللتين عبّرتا عن موقف واضح من الأزمة الروسية الأوكرانية، التزمت الدول العربية الصمت، حيال قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين، الإثنين 21 فبراير/شباط 2022.
أكدت الحكومة الليبية الثلاثاء، 22 فبراير/شباط 2022، التزامها بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، ودعت روسيا إلى التهدئة، وإنهاء الحشد العسكري على الحدود الأوكرانية ومن شبه جزيرة القرم، واستخدام لغة الحوار والدبلوماسية بديلاً عن لغة الحرب، وفق بيان لوزارة الخارجية الليبية.
وتابعت الحكومة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، أنها "تنضم إلى المجتمع الدولي في مناشدته لروسيا التراجع عن شنِّ أية عملية عسكرية ضد جمهورية أوكرانيا، ورفضها الاعتراف باستقلال ما يعرف بجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية".
أما الموقف السوري فقد نقله التلفزيون الرسمي السوري، الثلاثاء 22 فبراير/شباط، عن وزير الخارجية فيصل المقداد، الذي قال إن سوريا تؤيد قرار حليفتها روسيا الاعتراف بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.
فيصل مقداد صرح خلال منتدى في موسكو: "سوريا تدعم قرار الرئيس فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وستتعاون معهما".
تعتبر سوريا حليفاً قوياً لروسيا، منذ أن شنّت حملة جوية في سوريا عام 2015، وساعدت في قلب دفة الحرب الأهلية لصالح الرئيس بشار الأسد.