وقّع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء 22 فبراير/شباط 2022، مرسوماً لاستدعاء الجنود الاحتياطيين في فترات خاصة، بالتزامن مع تزايد التوترات مع روسيا، في وقت أعلنت فيه واشنطن إلغاء لقاء كان مخططاً لوزير خارجيتها أنتوني بلينكن مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الحالي، إثر اعتراف موسكو باستقلال منطقتي "لوغانسك ودونيتسك" الانفصاليتين شرقي أوكرانيا.
الرئيس الأوكراني زيلينسكي قال، في رسالة مصورة نشرها عبر حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه لا حاجة لإعلان التعبئة حالياً، كما أكد ضرورة دعم الجيش، مشيراً إلى أنه وقع مرسوم استدعاء للجنود الاحتياطيين في فترات خاصة.
كما يتيح قانون صدر في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021 في أوكرانيا، استدعاء الجنود الاحتياطيين إلى الجيش في "فترات خاصة" دون إعلان التعبئة.
وتأتي دعوة الرئيس الأوكراني في وقت أعلن فيه الرئيس الأمريكي عن أول حزمة من العقوبات ضد روسيا، واصفاً خطوات روسيا تجاه أوكرانيا بأنها "بداية الغزو".
بلينكن يحذر روسيا
ومع تزايد التوترات وتحركات روسيا الأخيرة في شرق أوكرانيا، أعلن أنتوني بلينكن إلغاء لقائه المخطط مع نظيره الروسي لافروف، وأشار إلى أن روسيا لأسابيع تحرك قواتها من أجل غزو أوكرانيا.
وأضاف المسؤول الأمريكي: "قلنا إذا احتلت روسيا أوكرانيا، فإن الولايات المتحدة وشركاءها سيجعلونها تدفع ثمناً سريعاً وثقيلاً، والرئيس (جو بايدن) أعلن اليوم أول حزمة عقوبات ضد الاعتداء الروسي"، كما أضاف بلينكن: "هذه الخطوة اتُّخذت بالتنسيق مع شركاء واشنطن، وسنزيد عقوباتنا مع شركائنا في حال تصعيد روسيا عدوانها على أوكرانيا".
بلينكن لفت إلى أنه خطط الأسبوع الماضي لعقد لقاء مع لافروف في حال لم تغزُ روسيا أوكرانيا، مضيفاً: "لا معنى لعقد لقاء بسبب بدء روسيا الغزو ورفضها الدبلوماسية، وتباحثت مع شركائنا، واتفقوا جميعاً وأرسلت رسالة إلى وزير الخارجية لافروف وأبلغته بقراري هذا".
من جانبه، وصف وزير الخارجية الأوكراني دمتيرو كوليبا اعتراف روسيا باستقلال ما تسمى جمهوريتي "لوغانسك ودونيتسك" الانفصاليتين بـ"العبث"، مؤكداً أن أوكرانيا والعالم لن يعترفوا بذلك، وأشار إلى أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألغى اتفاقيات مينسك، وانتهك النظام العالمي والقانون الدولي.
وشدد على أن الوقت حان لفرض عقوبات على روسيا، معرباً عن شكره للولايات المتحدة حيال عقوباتها ضد موسكو.
ودعا كوليبا العالم إلى فرض عقوبات على روسيا، وقال: "وحدتنا وعزيمتنا هما الشيء الوحيد الذي سيوقف هذا، ولا يزال بإمكاننا إيقافه"، معتبراً أن حديث روسيا عن طلب كييف عضوية حلف شمال الأطلسي "الناتو" ما هو إلا مجرد ذريعة، مشيراً إلى أن موسكو ستجد ذريعة أخرى لو لم يكن هذا الأمر وستعتدي على أوكرانيا.
ويأتي هذا بعد أن أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، في وقت سابق، فرض عقوبات على مصرفين و42 شركة و5 شخصيات روسية عقب قرار موسكو الاعتراف رسمياً بالإدارات المزعومة للانفصاليين الموالين لروسيا شرقي أوكرانيا.
فيما اعترفت روسيا رسمياً باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، اللتين كانتا خاضعتين لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو، وسط رفض دولي واسع، واعتبرت دول غربية أن اعتراف موسكو باستقلال دونيتسك ولوغانسك "بداية فعلية للحرب الروسية ضد أوكرانيا".