قالت وسائل إعلام مصرية ومنظمة حقوقية، الثلاثاء 22 فبراير/شباط 2022، إن أحد عمال شركة يونيفرسال المصرية أقدم على الانتحار، بإلقاء نفسه أمام سيارة، وذلك على خلفية عجزه عن سداد القروض والديون المتراكمة عليه، نتيجة امتناع الشركة عن صرف مرتبات العمال منذ فترة طويلة، فيما فضت قوات الأمن بالقوة مظاهرة احتجاجية للعمال جراء تلك الواقعة.
حيث قالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان (منظمة حقوقية غير حكومية) إن "عاصم عفيفي، وهو أحد عمال مصنع يونيفرسال لجأ إلى الانتحار لعدم صرفه هو وجميع العاملين بالمصنع لمستحقاتهم المالية وتراكم الديون"، منوهة إلى أنه أب لثلاثة اطفال صغار.
الشبكة الحقوقية نوهت، في منشور عبر حسابه بموقع "فيسبوك"، إلى أن عفيفي "قام بالتهديد بالانتحار في حال عدم قيام إدارة المصنع بصرف مستحقاته وغيره من العمال المالية، وتفاجأ الجميع اليوم بوفاته منتحراً، حيث قام بإلقاء نفسه أمام إحدى السيارات المارة ليلفظ أنفاسه الأخيرة".
"سامحوني.. أنا هنتحر"
فيما نقل موقع "مصر 360" (خاص) عن أحد العمال بالشركة قوله إن زميلهم عاصم عفيفي، أرسل إلى عدد من زملائه رسالة، الإثنين، كتب فيها: "سامحوني أنا عليا ديون كتير ومش عارف أعمل إيه ومش عارف أصرف على العيال.. سامحوني أنا هنتحر".
عقب ذلك، وفور وصول نبأ الانتحار، أعلن عمال الشركة البدء في إضراب كامل عن العمل، انتصاراً لزميلهم والمطالبة بمستحقاتهم المالية المتأخرة منذ فترة طويلة. كما اعتصم عشرات العمال أمام المصنع، الذي يقع مقره بالمنطقة الصناعية الثانية بمدينة 6 أكتوبر في محافظة الجيزة، منذ صباح الثلاثاء، وفقاً لما نشره موقع middleeasteye البريطاني.
في حين أظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، قوات الأمن وهي تفرق المحتجين بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وأصابت عدداً من العمال، وفرضت كردوناً أمنياً في محيط المصنع. اعتصم العمال بعد انتحار أحدهم بسبب امتناع الإدارة عن صرف مستحقاتهم.
تحقيقات النيابة
من جهته، قال شعبان خليفة، رئيس نقابة القطاع الخاص، في تصريحات لموقع "القاهرة 24" (خاص)، إن "إضراب عمال مصنع الأفران (في شركة يونيفرسال)، يأتي بعد انتحار أحد العمال بسبب امتناع الإدارة عن صرف مستحقاتهم، وفقاً لمزاعم العمال، لكن لم يتبين بعد التأكد مَن انتحار العامل، ونحن في انتظار تحقيقات النيابة وتقرير الطب الشرعي لمعرفة أسباب الوفاة".
بدوره، طالب رئيس نقابة القطاع الخاص، خالد الفقي، رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية، بـ"سرعة التحرك، ورفع مذكرة للنائب العام يشرح فيها ملابسات الأمر منذ عام 2019 وحتى الآن، وعدم التزام صاحب العمل باتفاقية القوى العاملة لسداد مستحقات العاملين"، متسائلاً: "لماذا يقف رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية ويداه مرتعشتان أمام تلك المسألة".
خليفة طالب برفع دعوى مباشرة أمام المحكمة العمالية يطالب فيها صاحب العمل بصرف أجور العاملين في مواعيدها والتزامه بالاتفاقية، لافتاً إلى أن عدد العمال وصل الآن إلى 3 آلاف عامل فقط بعدما كانوا 16 ألف عامل في عام 2019، زاعماً أن ذلك يأتي في إطار خطة ممنهجة لتسريح العمال.
بينما طالبت النقابة العامة للصناعات المعدنية والهندسية والكهربائية، عمال شركة يونيفرسال بضرورة الاستمرار في عملية الإنتاج؛ حتى يستطيع صاحب العمل تنفيذ الاتفاقية والمطالب وفقاً للجدول الزمني، وسداد مستحقات العمال.
أزمة شركة يونيفرسال
كانت أزمة شركة يونيفرسال للصناعات الكهربائية قد بدأت عام 2019، بعدما نظم العاملون بها إضراباً عن العمل احتجاجاً على سياسة الإدارة في صرف الأجور.
يشار إلى أن عمال شركة يونيفرسال المصرية كانوا قد دخلوا في إضراب عن العمل في 20 سبتمبر/أيلول 2021، داخل المصنع، بسبب تأخر صرف الأجور لأكثر من شهرين، وتأخر صرف الحوافز لأكثر من أربعة أشهر، وتأخر صرف بدلات طبيعة ومخاطر العمل لأكثر من 30 شهراً، واحتجاجاً على عدم انتظام صرف أجورهم وصرفها مخفضة بنسبة 50% وعدم صرف الحوافز الشهرية والتعسف الإداري مع العمال.
إلا أنه مع استمرار العمال في الإضراب، اعتقلت قوات الأمن ثلاثة من عمال شركة "يونيفرسال"، كانوا يمثلون زملاءهم في التفاوض مع إدارة مصنع يونيفرسال، ووزارة القوى العاملة، للمطالبة بحقوق العمال المضربين، أملاً في صرف رواتبهم كاملة، وتحصيل المتأخرات الواجبة بحقهم، في ظل تزايد شكاوى العمال، قبل أن يفرج عنهم لاحقاً.