إثيوبيا تبدأ في إنتاج الطاقة الكهربائية من سد النهضة الذي يثير خلافات مع مصر والسودان

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/20 الساعة 07:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/20 الساعة 07:36 بتوقيت غرينتش
سد النهضة الإثيوبي - Getty Images

بدأت إثيوبيا الأحد، 20 فبراير/شباط 2022، في إنتاج الطاقة الكهربائية من سد النهضة المُقام على نهر النيل، والذي تسبب تشييده في توتر بالعلاقات بين أديس أبابا من جهة، ومصر والسودان من جهة أخرى. 

وكالة "فأنا" الإثيوبية، قالت في موقعها الإلكتروني إن إثيوبيا "افتتحت رسمياً عملية توليد  الـطـاقـة الكهربائية من سد النهضة الضخم"، مشيرةً إلى أن عدداً من المسؤولين حضروا، على رأسهم رئيس الوزراء آبي أحمد. 

أوضحت الوكالة أن عملية إنتاج الطاقة من سد النهضة، بدأت من "خلال تشغيل اثنين من التوربينات التي تم تركيبها بالسد مؤخراً". 

حتى الساعة 7:20 بتوقيت غرينتش من اليوم الأحد، 20 فبراير/شباط 2022، لم يصدر أي تعليق رسمي من مصر أو السودان على بدء إثيوبيا بإنتاج الطاقة من السد. 

يتوقع أن يكون سد النهضة أكبر مشروع في إفريقيا لتوليد الكهرباء من المياه، ويهدف المشروع البالغة تكلفته 4,2 مليار دولار (3,7 مليار يورو) لإنتاج أكثر من 5000 ميغاواط من الكهرباء، أي أكثر بمرتين من إنتاج إثيوبيا من الكهرباء.

كانت إثيوبيا تخطط في الأساس لإنتاج نحو 6500 ميغاواط قبل أن تخفض هدفها، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية. 

أديسو لاشيتيو من معهد بروكينغز في واشنطن، قال إن "الكهرباء التي ستولد من السد يمكن أن تساعد على إحياء اقتصاد دمرته عوامل مجتمعة من حرب دامية وارتفاع أسعار الوقود وجائحة كوفيد".

يقع سد النهضة على النيل الأزرق على بعد نحو 30 كلم من الحدود مع السودان، ويبلغ طوله 1,8 كلم وارتفاعه 145 متراً، ويلتقي النيل الأزرق الذي ينبع من إثيوبيا بالنيل الأبيض في الخرطوم، ليشكلا معاً نهر النيل الذي يعبر السودان ومصر ويصبّ في البحر المتوسط.

محادثات متعثرة

يأتي بدء إثيوبيا في إنتاج الكهرباء من السد، في وقت تتخوف فيه دولتا المصب جارتا إثيوبيا، مصر والسودان، من تداعيات السد على أمنهما المائي، فيما تشدد أديس أبابا على أهميته لتوليد الكهرباء والتنمية.

لم تتوصل المحادثات التي أجريت برعاية الاتحاد الإفريقي لاتفاق ثلاثي حول ملء السد وتشغيله، وطالبت القاهرة والخرطوم بأن تتوقف أديس أبابا عن ملء خزان السد إلى حين التوصل لاتفاق.

غير أن المسؤولين الإثيوبيين يعتبرون ملء السد مرحلة طبيعية من عملية بناء السد ولا يمكن وقفها.

كان مجلس الأمن الدولي قد ناقش في يوليو/ تموز 2021 قضية سد النهضة، غير أن إثيوبيا التي طالما عارضت بحث قضية السد في مجلس الأمن، اعتبرت بيان المجلس خروجا "غير مفيد" عن المسار بقيادة الاتحاد الإفريقي.

كذلك كان مجلس الأمن قد تبنى في سبتمبر 2021، بياناً يوصي مصر وإثيوبيا والسودان باستئناف المفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقي.

من جانبها، تتمسك مصر بـ"حق تاريخي" لها في مياه النيل تضمنه سلسلة اتفاقات مبرمة منذ عام 1929، وحينها حصلت مصر على حق الفيتو على بناء أية مشاريع على النهر.

ثم في عام 1959، حصلت مصر بموجب اتفاق مع الخرطوم حول توزيع مياه النيل، على حصة بنسبة 66% من كمية التدفق السنوي للنيل، مقابل 22% للسودان، غير أن إثيوبيا ليست طرفاً في تلك الاتفاقات ولا تعتبرها قانونية.

يُذكر أن مرحلة ملء خزان السد الضخم بدأت في 2020، وأعلنت إثيوبيا في يوليو/تموز من ذلك العام الوصول لهدف تعبئة 4,9 مليار متر مكعب.

تبلغ السعة الإجمالية للخزان 74 مليار متر مكعب من المياه، وكان الهدف في 2021 إضافة 13,5 مليون.

تحميل المزيد