قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 20 فبراير/شباط 2022، إن مناقشات سرية بين الحلفاء الغربيين لأوكرانيا تجري حول كيفية تسليح ما يتوقعون أن تكون مقاومة أوكرانية شرسة، في حال أقدمت روسيا على غزو البلاد واحتلتها.
رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، كشف عن دعمه لمثل هذه الخطوة في خطاب أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، وقال إن من المصلحة الجماعية للغرب أن "يفشل أي غزو روسي ويُنظر إليه على أنه فاشل".
جونسون حذّر من أي غزو سيؤدي إلى "جيل من إراقة الدماء والبؤس"، حيث توقع أن يخوض الأوكرانيون حملة شرسة لمقاومة القوات الروسية.
أضاف جونسون أنه إذا "اجتاحت روسيا أوكرانيا بالقوة الغاشمة، فأنا لا أرى كيف يمكن لدولة تغطي ما يقرب من مساحة ربع مليون ميل مربع -وهي أكبر دولة في أوروبا باستثناء روسيا نفسها- أن تُخضع إلى الأبد".
كذلك تجري مناقشات مماثلة في الولايات المتحدة، وقالت الصحيفة البريطانية إن تقارير أشارت إلى أن مستشار الأمن القومي للبلاد، جيك سوليفان، أخبر أعضاء مجلس الشيوخ، بأنَّ "الولايات المتحدة مستعدة لتسليح المقاومة، ولن تقبل انتصاراً عسكرياً روسياً يمحو مبدأ تقرير المصير القومي".
يأتي هذا في الوقت الذي يطالب فيه رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، حلفاء أوكرانيا، بمزيد من الدعم لمواجهة العدوان الروسي المُحتمل، ودعا إلى فرض عقوبات صارمة على موسكو قبل أن تبدأ بهجومها الفعلي على الأراضي الأوكرانية.
الرئيس الأمريكي جو بايدن استبعد إرسال القوات الأمريكية إلى أوكرانيا، لأنَّ الولايات المتحدة ليس لديها التزام قانوني بمساعدة أوكرانيا.
مع ذلك، أوضح جونسون، في خطابه أمام مؤتمر ميونيخ، بأنَّ الغرب يجب أن يقف إلى جانب أوكرانيا من خلال ضمان صد روسيا في نهاية المطاف.
صحيفة The Guardian رأت في تصريحات جونسون تنبؤاً بإمكانية حصول أوكرانيا على المزيد من المساعدة العسكرية، عندما قال: "علينا أن نحضر أنفسنا لاحتمال حدوث أزمة طويلة الأمد، مع استمرار روسيا في الضغط والبحث عن نقاط الضعف على مدى فترة طويلة، ويجب علينا معاً أن نرفض الاستنزاف".
لا تزال درجة المساعدة العسكرية ومدى وضوحها قيد المناقشة، ويعتمد نطاقها جزئياً على الأحداث على الأرض، لا سيما أن تصريحات جونسون العلنية اقتصرت حتى الآن على إمكانية توريد أسلحة، مضيفاً أنه لن يستبعد ذلك.
كذلك لا يرغب الغرب في أن يُنظَر إليه على أنه يحرض على مقاومة دموية وعقيمة تخاطر بنشوب صراع أوسع بين الناتو وروسيا.
في هذا السياق، قالت وزارة الخارجية الأوكرانية إنَّ "التشكيلات الروسية المسلحة" أطلقت "نيراناً استفزازية"، عبر خط المواجهة البالغ طوله 155 ميلاً (250 كيلومتراً) شرقي البلاد.
في غضون ذلك، كان هناك شك متزايد في أنَّ روسيا كانت وراء سلسلة مما يبدو أنها هجمات "راية مزيفة" منسقة، التي تهدف إلى إعطاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذريعة لغزو محتمل.
إلى جانب الحديث عن الدعم العسكري المُحتمل لأوكرانيا، يدور نقاش حول فرض الغرب عقوبات اقتصادية هائلة على الاقتصاد الروسي، ودائرة بوتين.
يُشار إلى أنه وفقاً لمسؤولين أوكرانيين، حشدت موسكو مؤخراً أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من حدود بلادهم، ما أثار مخاوف من احتمالية أن روسيا تخطط لهجوم عسكري ضد جارتها، وتنفي روسيا استعدادها للغزو، وتتهم الدول الغربية بتقويض أمنها من خلال توسع الناتو نحو حدودها.