قال مسؤول دفاعي أمريكي لوكالة رويترز، الجمعة 18 فبراير/شباط 2022، إن نصف القوات الروسية قرب الحدود الأوكرانية أصبحت في "مواقع هجومية"، وذلك في وقت قال فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر غزو أوكرانيا خلال أيام.
المسؤول الذي لم تذكر وكالة رويترز اسمه، أشار إلى أن ما بين 40 و50% من القوات الروسية الموجودة قرب الحدود مع أوكرانيا اتخذت "مواقع هجومية".
أضاف المسؤول أنه يوجد ما يقرب من 150 ألف جندي روسي على الحدود من بينهم نحو 125 كتيبة تكتيكية، مضيفاً أن نسبة القوات الموجودة في مواقع هجومية أعلى مما كان معروفاً من قبل، وتشير إلى أن تلك الوحدات الروسية يمكن أن تهاجم أوكرانيا دون سابق إنذار.
جاءت تصريحات هذا المسؤول، في وقت قال فيه بايدن خلال حديثه لصحفيين في البيت الأبيض: "لدينا ما يدعونا للاعتقاد بأن القوات الروسية تخطط وتنوي مهاجمة أوكرانيا في الأسبوع المقبل، في الأيام المقبلة"، وأضاف أنه "مقتنع في هذه اللحظة بأن بوتين اتخذ القرار"، مشيراً إلى أن بلاده تعتقد أن روسيا ستستهدف العاصمة الأوكرانية كييف.
يأتي هذا بينما قالت شركة "ماكسار" الأمريكية التي تقدم صوراً من الأقمار الصناعية، إن صوراً أظهرت نشاطاً عسكرياً في مواقع متعددة عبر بيلاروسيا، وشبه جزيرة القرم، وغرب روسيا بالقرب من الحدود الأوكرانية.
أشارت "ماكسار" أيضاً إلى أن الصور تظهر انتشاراً ضخماً جديداً لطائرات هليكوبتر في شمال غرب بيلاروسيا، ونشر مجموعة قتالية للدبابات وناقلات جنود ومعدات دعم في مطار ميليروفو الواقع على بعد 16 ميلاً من الحدود الأوكرانية.
في سياق متصل، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الجمعة، إنها لا تعتقد أن روسيا ستنفذ غزواً كاملاً لأوكرانيا، لكنها أوضحت أن روسيا قد تدبر انقلاباً هناك، وقالت كييف أيضاً إن حدوث غزو كامل أمر غير مرجح.
وسط هذا المشهد المتوتر، تفكر أمريكا بفرض عقوبات على روسيا في حال غزو أوكرانيا، ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول بالبيت الأبيض، قوله إن أي حزمة عقوبات مبدئية يتم فرضها في حالة حدوث غزو لن تشمل على الأرجح حظر روسيا من نظام المعاملات الدولية "سويفت" المالي.
مسؤولون أمريكيون وأوروبيون، قالوا وسط خلافات داخل الاتحاد الأوروبي، إنه لم يتم الاتفاق على الطريقة التي ينبغي أن يرد بها الحلفاء على أي اعتداءات خلاف الغزو الشامل.
توترات في مناطق الانفصاليين
ميدانياً، انطلقت صافرات الإنذار في منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين، أمس الجمعة، بعد أن أعلن زعماء المتمردين هناك إجلاء مئات الآلاف من الأشخاص إلى روسيا.
المخابرات العسكرية الأوكرانية قالت في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، إن القوات الخاصة الروسية زرعت متفجرات في منشآت البنية التحتية الاجتماعية في دونيتسك، وحثت السكان على البقاء في منازلهم، ولم يعلق جهاز الأمن الاتحادي الروسي على ما قالته المخابرات الأوكرانية.
وكالات الأنباء الروسية نقلت عن مراسلين على الأرض، قولهم إن انفجارين وقعا في مدينة لوهانسك الرئيسية في جمهورية لوهانسك الشعبية الانفصالية في أوكرانيا، وذكروا أن حريقاً شب في جزء من خط أنابيب الغاز في المنطقة.
في وقت سابق اتهم دينيس بوشلين الزعيم الانفصالي في دونيتسك أوكرانيا، بالاستعداد لمهاجمة المنطقتين قريباً، وهو اتهام وصفته كييف بأنه باطل، ولم يقدم بوشلين أي أدلة تدعم ما قاله.
بعد ساعات من إعلان الإجلاء انفجرت سيارة جيب أمام مبنى حكومي للمتمردين في مدينة دونيتسك، عاصمة المنطقة التي تحمل نفس الاسم، وذكرت وسائل إعلام روسية أن السيارة خاصة بمسؤول انفصالي.
رداً على سؤال حول الإجلاء الذي نفذه الانفصاليون، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إنه "مثال جيد" لما تخشاه واشنطن، وأضافت للصحفيين: "توقعنا منذ فترة طويلة أن يشارك الروس في ذرائع أو خطوات من شأنها أن تضع أساساً لأي حرب أو لإثارة الارتباك أو نشر معلومات مضللة على الأرض".
كان الانفصاليون المدعومون من روسيا قد سيطروا على مساحات شاسعة من شرق أوكرانيا في عام 2014، وهو نفس العام الذي ضمت فيه موسكو منطقة القرم الأوكرانية.
تقول كييف إن أكثر من 14 ألف شخص لقوا حتفهم منذ ذلك الحين في الصراع في الشرق.
يُشار إلى أنه في واحدة من أسوأ أزمات ما بعد الحرب الباردة، تريد روسيا منع انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي، وتتهم الغرب بالهستيريا، وقالت موسكو إنها ليس لديها خطط للغزو، بينما تصر الولايات المتحدة وحلفاؤها على استمرار الحشد العسكري.
يقول بوتين إن علاقات أوكرانيا المتنامية مع الحلف يمكن أن يجعلها نقطة إطلاق للصواريخ التي تستهدف روسيا.