حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت 19 فبراير/شباط 2022، من أن قصفاً واحداً، ونيران مدفع واحد يمكن أن تؤدي إلى اندلاع حرب مع روسيا، مؤكداً أن موسكو تمارس استفزازات وصفها بالخطيرة للغاية بحق بلاده، وسط مخاوف متزايدة من احتمالية شن موسكو هجوماً عسكرياً ضد أوكرانيا.
جاء ذلك في مقابلة له مع شبكة CNN الأمريكية في ظل توتر غير مسبوق بين موسكو وكييف.
وقال زيلينسكي إن الخسائر بين أوكرانيا وروسيا كانت أكثر شدة في عام 2014 لكنه اعترف بأن التوترات الحالية "مروعة"، مشيراً إلى أنها "مأساة لأمتنا وشعبنا".
مهادنة روسيا
كما طالب الرئيس الأوكراني، خلال حضوره مؤتمر ميونيخ للأمن، القوى الغربية بالتخلي عما وصفها بسياسة مهادنة روسيا، فيما تتصاعد المخاوف من احتمال غزو روسيا لبلاده.
زيلينسكي أضاف: "تلقت أوكرانيا ضمانات أمنية للتخلي عن ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم. لا نملك أسلحة، لكن لدينا الحق في المطالبة بتغيير سياسة المهادنة إلى أخرى تضمن الأمن والسلام".
لقاء الرئيسين الروسي والأوكراني
في حين عرض لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أجل محاولة منع أي غزو روسي لبلاده.
بينما فشلت محاولة الوسطاء الدوليين في عقد اجتماع للممثلين الأوكرانيين والروس بشأن تدهور الوضع في شرق أوكرانيا بعد عدم حضور الوفد الروسي.
كان من المقرر أن يعقد هذا الاجتماع تحت رعاية مجموعة الاتصال الثلاثية، التي يرأسها ممثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، السفير ميكو كينونين.
إلا أن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أكد استمرار جهود الرئيس رجب طيب أردوغان للجمع بين نظيريه الروسي والأوكراني، بهدف إيجاد حل للأزمة بين البلدين.
حيث أشار قالن، في تصريح صحفي بإسطنبول، السبت، إلى أهمية الدور الذي تلعبه تركيا في خفض التصعيد بين روسيا وأوكرانيا، مضيفاً: "مقترح الرئيس أردوغان للجمع بين قائدي روسيا وأوكرانيا في الواقع هو الاقتراح الأكثر أهمية وواقعية للتغلب على هذه الأزمة".
كذلك نوه إلى أن أردوغان اقترح اللقاء على زيلينسكي خلال زيارته الأخيرة لأوكرانيا، كما قدم المقترح ذاته لبوتين خلال اتصال هاتفي بينهما.
في وقت سابق من يوم السبت، اجتمع زيلينسكي مع نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في ميونيخ، وقال إن بلاده تريد "السلام" بعدما ذكرت الولايات المتحدة أن روسيا قد تغزو أوكرانيا في الأيام المقبلة.
وأضاف زيلينسكي، الذي تحدث بإيجاز، أن أوكرانيا تتطلع إلى دعم معين من الولايات المتحدة لجيشها.
توتر متزايد بين كييف وموسكو
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
يُشار إلى أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا، وأرسلت قوات إلى روسيا البيضاء؛ للمشاركة في تدريبات عسكرية، وتريد من حلف شمال الأطلسي التعهد بعدم قبول أوكرانيا مطلقاً في عضويته. ورفض الحلف المطالب الروسية.
في حين تخشى الدول الغربية من أن موسكو تخطِّط لشن هجوم جديد على كييف، ووجهت اتهامات، مؤخراً، إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال شنت هذا الهجوم.
إلا أن روسيا تنفي تخطيطها لشنّ أي هجوم، واتهمت الغرب بالتصرف بهستيريا، لكنها تقول إنها قد تُقْدِم على عمل عسكري غير محدد إذا لم تتم تلبية قائمة مطالبها الأمنية.
كما لفتت موسكو إلى أنها حشدت ما يزيد على 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية للحفاظ على أمنها من "عدوان" حلف شمال الأطلسي.