غضب شعبي واسع في الأردن عقب اعتقال 10 مواطنين.. رفعوا شعارات تحمل انتقاداً نادراً للملك

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/19 الساعة 18:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/19 الساعة 18:08 بتوقيت غرينتش
احتجاجات في الأردن بعد اعتقال 10 أشخاص انتقدوا الحكومة والفساد، صورة تعبيرية - مواقع التواصل الاجتماعي

قابلت فئة واسعة من الشعب الأردني اعتقال 10 أردنيين ينتمون إلى قبيلة بني حسن، انتقدوا الحكومة، وحذروا من الفساد بين قادة الأردن، بغضبٍ وانتقاد نادرٍ من نوعه للملك عبد الله الثاني، ويوم الخميس 17 فبراير/شباط 2022، اندلعت الاحتجاجات في مختلف أنحاء الأردن للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين و"إعادة ثروات البلاد".

وفق تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، السبت 19 فبراير/شباط 2022، فقد اتُّهِمَ تسعة من المعتقلين بنشر أخبار كاذبة بناءً على معلومات من الشبكات الاجتماعية، و"يُعَدُّ هذا انتهاكاً للدستور الأردني الذي يضمن حرية التعبير"، حسب المحامي محمد الجمالي.

فقد تظاهر أبناء قبيلة بني حسن، أكبر قبائل الأردن، في مدينة الزرقاء، حيث اتهموا المسؤولين الفاسدين بسرقة المساعدات والمنح الدولية، وسلطوا الضوء على ارتباط الأردن بفضيحة وثائق باندورا، وحملوا الملك عبد الله المسؤولية كاملة.

وثائق باندورا
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني – رويترز

أما في مدينة السلط، فقد اجتمع عشرات المتظاهرين في ساحة العين. وهتفوا بأغانٍ مناهضة للنظام، منها أغنيةٌ يبدو أنها تشير للملك يقولون فيها: "بطلنا نحكي (يعيش)، ليش نموت وانت تعيش؟".

غضب عارم

كان من المتوقع إقامة مسيرة في حي الطفايلة بوسط عمَّان مساء الجمعة 18 فبراير/شباط. إذ أصدر ممثلو الحي بياناً يقولون فيه إنهم "يرفضون إهدار موارد الوطن وسرقة ثرواته، بينما يتعرض الباحثون عن الحرية للاعتقال".

كما قالوا إن موضع الخلاف الأساسي بالنسبة لسكان الحي يكمن في الإصلاحات الدستورية الأخيرة التي وضعت سلطاتٍ أكبر في يد الملك. ويُعَدُّ الانتقاد العلني للملك أمراً نادر الحدوث وربما خطيراً أحياناً في الأردن، لكن المتظاهرين حمَّلوه مسؤولية توجهات المملكة وأوجاعها.

حيث يرى معين الحراسيس، الناشط من الطفايلة، أن اعتقال النشاط في جميع أنحاء الأردن يمثل "رسالةً واضحة للجميع".

إذ بدأت المشكلات بحسب الحراسيس حين بدأ رمز المعارضة ليث شبيلات في الدعوة إلى إعادة ثروات الدولة الأردنية "المنهوبة" على الشبكات الاجتماعية.

وأردف أن الاعتقالات تبدو بمثابة تحركٍ وقائي لدرء أي حملةٍ في مهدها، "وردع الآخرين باستعراضٍ ضخم لقوات الأمن التي نفذت عمليات الاعتقال".

حيث ظهر شبيلات في مقطع فيديو اتّهم خلاله الملك وحاشيته بأنهم وراء صفقات الخصخصة في ميناء العقبة، والمطار، وشركة الفوسفات. ودعا الأردنيين إلى منحه "تفويض دعمٍ إلكتروني لأتمكن من استعادة أموالكم المنهوبة".

حملات على مواقع التواصل الاجتماعي

فقد بدأت هاشتاغات مثل #ليث_شبيلات_يمثلني و#فوضناك تكتسب رواجاً على الشبكات الاجتماعية بعدها.

فيما بدا الأردنيون متحمسين لأفكار شبيلات على تطبيق Clubhouse. وقد أعربوا منذ الاعتقالات أيضاً عن قلقهم الشديد على الحريات الشخصية. حيث تم حظر التطبيق في الأردن لكن الناس يستخدمون الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) لفتح التطبيق والتعبير عن مظالمهم.

إذ حملت إحدى الفعاليات على التطبيق مساء الخميس عنوان: "تغطية فعاليات حراكات بني حسن والسلط #الحرية_لمعتقلي_الرأي".

وقد كان التركيز منصباً في جميع الفعاليات على تحميل الملك عبد الله المسؤولية عن تراجع الحريات الشخصية في الأردن. وقال الناس إن الأردن تحول إلى دولةٍ بوليسية.

نقضٌ حكومي

حاولت الحكومة الأردنية التقليل من شأن الاعتقالات، وصاغتها على أنها جرت في إطار اتباع الإجراءات بموجب القانون دون أن يكون لها أي صفةٍ سياسية مطلقاً.

في هذا السياق، قال مصدرٌ حكومي لوكالة أنباء بترا الأردنية الرسمية إن المعتقلين قد تم القبض عليهم بعد دعوات قضائية بتهم "نشر أخبار كاذبة تهدف لإثارة الفتنة الداخلية".

An image circulating on social media lauding the detainees (Social media)

حيث صرح المسؤول البارز في الحراك، عمر أبو رصاع، لموقع Middle East Eye البريطاني بأن تلك الاعتقالات تعتبر غير مسبوقةٍ في طريقة تنفيذها والتهم المبنية عليها.

وأشار إلى أن جميع المعتقلين كانوا من نشطاء الحراك، رغم محاولات الحكومة صياغتها في إطارٍ غير سياسي.

ثم أردف: "كانوا يتهموننا في الماضي بإهانة الذات الملكية، لكن تغيير التهم يبدو مرتبطاً بالخطاب الذي ألقاه رمز المعارضة شبيلات. وتعد هذه الاعتقالات شكلاً من أشكال إرهاب النشطاء في الأردن. وهي خطوةٌ استباقية لمنع الاحتجاجات على الأرض قبل حدوثها".

تحميل المزيد