أعلنت موسكو بدء مناورات نووية لقواتها المسلحة السبت 18 فبراير/شباط 2022، وذلك بحضور الرئيس الروسي فلاديميير بوتين، حيث ستشمل التدريبات إطلاق صواريخ باليستية وكروز، فيما استبعد وزير الدفاع الأوكراني وقوع تصعيد كبير مع روسيا رغم تصاعد التوتر.
وكالة إنترفاكس للأنباء نقلت عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن الرئيس فلاديمير بوتين سيشرف على التدريبات التي تأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات بين روسيا والغرب.
على الطرف الآخر وبالرغم من التصعيد، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أمام البرلمان إن احتمال حدوث تصعيد كبير في الصراع مع روسيا منخفض.
وأضاف: "أجهزة المخابرات لدينا تتوقع كل خطوة يمكن أن تشكل تهديداً محتملاً لأوكرانيا. تقديراتنا تشير إلى أن احتمال حدوث تصعيد على نطاق واسع منخفض".
هجوم أوروبي على موسكو
يأتي ذلك في الوقت الذي اتهمت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الجمعة روسيا بتعريض أمن أوروبا للخطر، عبر ما وصفتها بـ"مطالب تعود إلى الحرب الباردة".
فيما نشرت وزارة الدفاع البريطانية، فيديو عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر وقالت إنه يظهر خطة الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا على مرحلتين.
وأضافت الوزارة تعليقاً عن الأنباء التي قالت إن روسيا ستسحب بعض وحداتها إلى قواعدها بعد الانتهاء من المناورات العسكرية: "لم نرَ أي دليل على انسحاب القوات الروسية من المناطق الحدودية لأوكرانيا". وتابعت في تغريدتها: "يمكن لروسيا أن تقوم بغزو أوكرانيا دون سابق إنذار".
كما أدرجت وزارة الدفاع البريطانية في منشورها الذي حمل اسم "تحديث استخباراتي"، خريطة لخطة الغزو المحتملة، ووفقاً للخريطة فإن المرحلة الأولى ستتم عبر بيلاروسيا في الشمال إلى العاصمة الأوكرانية كييف من محورين، على أن تدعم بالجنود المتمركزين على الأراضي الروسية شمال شرقي أوكرانيا.
أما المرحلة الثانية فستتم من مدينة دنيبرو إلى مدينة فينيتسا التي تبعد عن مولدوفا 130 كيلومتراً، ومن شبه جزيرة القرم إلى أوديسا المدينة الساحلية على البحر الأسود.
روسيا تلمِّح للتصعيد
يأتي هذا بعد أن بلغت روسيا، الولايات المتحدة رسمياً، الخميس أنها ستضطر إلى الرد، بما يشمل اللجوء إلى إجراءات عسكرية تقنية، إذا لم تجلس واشنطن على طاولة المفاوضات بشأن ضمانات أمنية لموسكو تكون مُلزِمة، كما شددت انتقادها الشديد لواشنطن، بسبب تصريحات بايدن حول غزو محتمل لأوكرانيا خلال أيام.
وقد نشرت وكالة "تاس" للأنباء نسخة من ردود روسيا الكتابية على المقترحات الأمريكية بشأن الأمن، قالت فيها موسكو إن الخطوط الحمراء لروسيا يتم تجاهلها وإنها قلقة من تنامي النشاط العسكري للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بالقرب من روسيا.
من جهتها، أوضحت وزارة الدفاع أن الرد "العسكري التقني"، الذي تحدث عنه الرئيس فلاديمير بوتين لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول، يمكن أن يشمل مجموعة من الإجراءات، من ضمنها نشر الصواريخ والقوات والاستعانة بأدوات الحرب الإلكترونية وحتى استخدام أنظمة الأسلحة الفضائية.
في وقت سابق الخميس، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن "كل المؤشرات" على أن روسيا كانت تخطِّط لدخول أوكرانيا موجودةٌ الآن، وضمن ذلك مؤشرات على اعتزامها ممارسة عملية خداع لتبرير خطوتها.
فقد وقع تبادل لإطلاق النار بين أوكرانيا وانفصاليين تدعمهم روسيا داخل أوكرانيا، في وقت سابق من الخميس، عبر خط المواجهة الفاصل بينهما، فيما وصفه مسؤولون غربيون بأنه ذريعة محتملة اختلقتها موسكو لتبرير الغزو.
ومؤخراً وجَّهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هدَّدت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال "شنت هجوماً" على أوكرانيا.